في عيد ميلادها... ما قصّة أكبر تمثال برونزيّ للعذراء في مصر؟

أسيوط, الأحد 8 سبتمبر، 2024

تحتفل الكنيسة في الثامن من سبتمبر/أيلول (اليوم) من كل عام بعيد ميلاد السيدة العذراء، الشخصية التي لا تبجّلها الكنيسة الكاثوليكية فحسب بل أيضًا الأرثوذكسية. ورغم أنّ الأخيرة تجسّد أمّ الفادي حصرًا من خلال الأيقونات، رفعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر العام الماضي أكبر تمثال للعذراء مريم مصنوع من مادة البرونز. وقد نفذته شركة برونز العالمية في مصر للأخوين العراقيين أنس وصهيب الآلوسي.

في حديث إلى «آسي مينا»، يطلعنا أنس الآلوسي على فكرة التمثال فيقول: «جاءت الفكرة من أسقف أسيوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس الأنبا يوأنس، الذي زار مزار سيدة لبنان (حريصا) بصورة متكررة وكان معجبًا بتمثال العذراء مريم هناك وأراد تنفيذ تمثال مشابه له ورفعه في دير السيدة العذراء الذي يترأسه، في جبل أسيوط الغربي-قرية درنكة».

ويضيف: «تنبع أهمية رفع التمثال في هذا الموقع تحديدًا من كونه -بحسب التقليد المسيحي- آخر محطة من محطات سير العائلة المقدسة في مصر، إذ أقامت داخل مغارة في جبل درنكة. (فيها جاء الأمر ليوسف النجار على شكل حلم بالعودة مع مريم والطفل يسوع إلى ديارهم). وبعد محاولات كثيرة تمكّنت الكنيسة من تأمين موافقة رئاسة الجمهورية على رفع التمثال».

ويكشف الآلوسي أنّ ارتفاع التمثال يبلغ 9.30 أمتار، تحمله قاعدة خرسانية بارتفاع 30 مترًا تقريبًا، محتضنة في داخلها كنيسة صغيرة (الملِكة)، ويقود إليه درج لولبي. في المقابل أشار إلى أنه «التمثال البرونزي الأكبر في العالم»، وأنّ خامة البرونز من صفاتها الاستمرارية كما أنّها متفاعلة، إذ كلما زاد عمرها ازداد جمالها.

ويتابع: «نحت التمثال أستاذ النحت الميداني والفراغي ورئيس قسم النحت السابق في كلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا المصرية الفنان جرجس الجاولي، واستغرق عمله نحو 6 أشهر. ثم تولّينا صنع القالب وعملية السباكة على امتداد 100 يوم. وبعد تجميع العمل ووضع اللمسات الأخيرة عملنا على تثبيته. ومن المهم الإشارة إلى أنّ التمثال نقل من المصنع في القاهرة إلى أعلى القاعدة كقطعة واحدة».

ويختم الآلوسي مؤكّدًا أنّ موقع الدير والتمثال يشكّل مكانًا مقدسًا لدى جميع الطوائف والأديان، ويأتي الناس لزيارته من أنحاء العالم كافة.