روما, الخميس 29 أغسطس، 2024
عبّر البابا فرنسيس في لقاء مع الأساقفة اللاتين في المنطقة العربيّة في القصر الرسوليّ الفاتيكانيّ أمس عن قربه منهم ومن الكنائس التي يمثّلونها. وقال لهم: «ليمنحكم الربّ القوّة للشهادة لإيمانكم به، حتّى من خلال الحوار المحترم والصادق مع الجميع».
وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ الشرق الأوسط يشهد لحظات من التوتر الشديد والتي تتفاقم في بعض السياقات لتتحوّل إلى مواجهات مفتوحة ولمحات من الحرب. وأضاف أنّ بدلًا من إيجاد حلّ عادل، أصبح الصراع مزمنًا، مع خطر امتداده ليشعل المنطقة بأكملها.
ثمّ ذكر فرنسيس أنّ هذه الحالة أدّت إلى آلافٍ من الوفيات وإلى دمار هائل ومعاناة لا تُحتمل، بالإضافة إلى انتشار مشاعر الكراهية والحقد، ما يمهّد الطريق لمآسٍ جديدة. وأردف: «كونوا للجميع، علاماتٍ للأمل، وحضورًا يغذّي الكلمات والأفعال التي تدعو إلى السلام والأخوّة والاحترام. حضورًا يدعو، في حدّ ذاته، إلى العقلانيّة والمصالحة، وتجاوز الانقسامات والعداوات المتراكمة والمتجذّرة عبر الزمن والتي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. شكرًا لأنّكم الشمعة الصغيرة للأمل حيثما يبدو أنّ هذا الأمل على وشك الانطفاء».
وتمنّى لهم عملًا ناجحًا في مبادراتهم الراعويّة. وأمل أن يتمكّنوا من إيجاد أفضل السُّبل وأكثرها كفايةً لضمان تكوينٍ مسيحيٍّ مناسب لطلّاب المدارس العامّة في سياقات حيث الوجود المسيحي أقلّية. وقال: «هذا التكوين له أهمّية كبيرة، كي تُعرف محتويات الإيمان ويصحبها التأمّل؛ وهكذا يمكن للإيمان، من خلال التفاعل مع الثقافة، أن يقوى ويجد الوسائل لتسويغ الرجاء المسيحي».
الندوة السابعة عشرة بين المسيحيّين
في سياق منفصل، نشرت دار الصحافة الفاتيكانية رسالة الأب الأقدس للمشاركين في الندوة السابعة عشرة بين المسيحيين التي نظّمها بشكل مشترك المعهد الفرنسيسكاني للروحانيّة في الجامعة الحبريّة الأنتونيانية وقسم اللاهوت في الكلّية اللاهوتيّة الأرثوذكسيّة في جامعة أرسطو-سالونيك. وهنّأ الأب الأقدس في رسالته منظمي هذه التجربة الفريدة من التعاون الفعليّ بين الكاثوليك والأرثوذكس، والتي تُعدّ تقليدًا جميلًا.
وذكر البابا فرنسيس في الرسالة التغييرات التي جلبتها الثورة المعلوماتية، مثل تطوير الذكاء الاصطناعي والتقدّم المذهل في مجال العلوم. هذه التغييرات تُجبر الرجال والنساء اليوم على إعادة التفكير في هُوياتهم وأدوارهم في العالم والمجتمع، وتدعوهم إلى التسامي.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الطريقة التي يفهم من خلالها الرجال والنساء اليوم التجارب الأساسيّة لحياتهم، مثل الإنجاب، والولادة، والموت، تتغيّر بشكل هيكلي. وأكّد فرنسيس أنّ أمام هذه الثورة الأنثروبولوجية الجارية، لا يمكن الرد حصرًا بالإنكار والنقد. بل يلزم تأمّل عميق قادر على تجديد الفكر والخيارات التي يتعيّن اتخاذها.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته