روما, الاثنين 26 أغسطس، 2024
أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم في لقاء مع أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في القصر الرسولي الفاتيكانيّ أنّه يطالب معهم بالحقيقة والعدالة.
أكّد الأب الأقدس أنّ الجميع يعلمون كم أنّ المسألة معقّدة وشائكة وفيها قوى ومصالح متضاربة. وأصرّ على ضرورة أن تسود الحقيقة والعدالة على كلّ شيء. فلقد مرّت أربع سنوات على المأساة وللشعب اللبناني وأهالي الضحايا الحقّ بكلمات وأفعال تُبرهن المسؤوليّة والشفافيّة، على حدّ تعبيره.
تأثُّر البابا وصلاته
في كلمته، قال الحبر الأعظم إنّه متأثّر بلقاء الأهالي. وكشفَ أنّه صلّى ولا يزال يصلّي كثيرًا لهم ولأحبّائهم وأنّه يضمّ دموعه إلى دموعهم. وشكر الله على تمكّنه من لقائهم اليوم والتعبير عن قربه الشخصيّ منهم.
وتابع فرنسيس أنّه يستذكر جميع الذين فقدوا حياتهم في الانفجار. وزاد أنّ الآب السماوي يعرف وجوه الضحايا، فردًا فردًا، وهم قائمون أمامه. وأضاف أنّه يفكّر بوجه ألكسندرا الصغير، إحدى ضحايا الانفجار. ورأى أنّ هؤلاء الراحلين ينظرون إلى هموم أهاليهم من السماء ويصلّون من أجل انتهائها.
دعوة لبنان أن يكون مشروع سلام
فسّر الأب الأقدس أنّه يشعر مع الأهالي بآلام موت كثيرين من الأبرياء أيضًا بسبب الحرب الحاليّة في منطقة الشرق الأوسط، في فلسطين وإسرائيل، مشيرًا إلى أنّ لبنان يدفع ثمن هذه الحرب أيضًا.
وردّد كلمات رسالته العامّة البابويّة «كلّنا إخوة»: «كلّ حرب تترك العالم أسوأ ممّا كان عليه قبلها. فالحرب فشل السياسة والإنسانية، واستسلام مُخزٍ، وهزيمة ضدّ قوى الشرّ» (رقم 261).
ورجا الحبر الأعظم السماء كي يحلّ السلام على الشرق الأوسط ولبنان. وأضاف أنّ لبنان مشروع سلام وعليه أن يبقى كذلك. فدعوة هذا البلد، على حد تعبيره، أن يكون أرضًا تتعايش فيها الجماعات المختلفة المُفَضِّلة للخير العام على المكاسب الخاصّة فتتلاقى فيها الأديان والطوائف بأخوّة.
عاطفة الكنيسة جمعاء ترافق الأهالي
تابع فرنسيس أنّه يريد للحاضرين في اللقاء اليوم أن يشعروا بعاطفة الكنيسة جمعاء، إلى جانب عاطفته الخاصّة. وقال إنّه يعلم أنّ الرعاة الكنسيّين والمكرّسين والمكرّسات قريبون من الأهالي، لذا شكر هؤلاء على ما فعلوه ويتابعون فعله. وأكّد للأهالي: «لستم وحدكم ولن ندعكم وحدكم، بل سنبقى متضامنين معكم بالصلاة والمحبّة الملموسة».
وفي الختام، شكر الأب الأقدس الأهالي على زيارتهم. وأكّد أنّه يرى فيهم كرامة الإيمان ونُبْل الرجاء، على مثال كرامة الأَرْز ونُبله. فهذا الشَجَر يدعو إلى النظر للعلاء لأنّ في الله رجاء لا يُخيّب، على حدّ قوله. وتمنّى فرنسيس أن تسهر العذراء مريم سيّدة حريصا على الحاضرين وعلى الشعب اللبنانيّ. وبارك الأهالي مؤكّدًا صلاته لهم وطالبًا أن يُصلّوا من أجله.
كما التقى أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وفد الأهالي بحضور السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا. وترأس بارولين أيضًا قدّاسًا إلهيًّا على نيّة ضحايا انفجار المرفأ بحضور جانب من ذويهم.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته