الأحد 24 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

كيف نبني علاقة صحّية مع الله والقريب؟

الله خالق العلاقات أيضًا، لا الكون فحسب/ مصدر الصورة: Mary McQuain/Pinterest

«سالِموا جَميعَ النَّاسِ إِن أَمكَن، على قَدْرِ ما الأَمرُ بِيَدِكم» (رو 12: 18)، تبدو هذه الآية من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية شعارًا مثاليًّا للعلاقات بين البشر. فالإنسان كائن «شركة» بجانب كونه كائنًا اجتماعيًّا، وحاجته إلى الصداقة كمثل حاجته إلى الخبز. ومن ضرورات حياته أن يتواصل مع الآخرين عبر علاقة، سواء كانت رفقة أم زمالة أم صداقة أم سواها.

يشرح المطران بشّار متّي وردة راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة في حديثه لـ«آسي مينا» حاجة الإنسان إلى العلاقات بأنواعها كي ينفتح على إمكانياته الشخصيّة، «لأنّ الإنسان ينتعش بوجود الآخر، الذي يفجِّر طاقاته، فتبرز وتشعّ وتُبدِع. وكُلما كانت العلاقة ودّيّة وإيجابيّة، زاد الإنسان إبداعًا وانفتاحًا ونضوجًا وحيويةً».

وأضاء على أنّ الله خالق العلاقات أيضًا، لا الكون فحسب. «فحينما شعر الله بعُزلة آدم، تعاطَفَ معه وقرّر أنّه: "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ" ليُعلّمنا أن شعور العُزلة مُخيفٌ ومُقلِق».

المطران بشّار متّي وردة. مصدر الصورة: صفحة إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة في فيسبوك

وتابع وردة: «نفهَم من روايتَي قصّة الخَلْق أنّ خلقَ أنظمةٍ وسنَّ مُشترعاتٍ لا يكفيان لتنظيم حياة المجتمع، بل علينا أن نهتمَّ بخلق العلاقات، فعبرها تولد إنسانيّتنا وتنمو وتنضج، ومن خلال محبّة الناس نختبر محبّة الله».

وأشار إلى الدلالة العظيمة لتسمية المرأة بـ«حواء»، «إذ تعني أنّ علينا الاعتراف بوجود الآخر المُختلِف عنّا، قبل أن نتوجّه نحو الله. آخر له هويتُّه المتمايزة واحترامه. فهو ليس شيئًا لنمتلكه، بل هو فردٌ متميزٌ ذو شخصيّة فريدة وكيانٍ مستقلّ».

وأضاف وردة: «نفهم أيضًا من قصّتَي الخليقة، أن الإنسان مخلوقٌ على صورة الله ومثاله، وأنّ الله هو كمال المحبّة، والمحبّة تتوجّه نحو الآخر، على عكس حُبِّ الذات المُتمركِز حولها. لذلك، لن يكون الإنسان إنسانًا حقًّا إن لم يُحبّ الآخر، قريبَه. فكيان الإنسان هو كيانٌ علائقيّ، ومن دون علاقة لا يمكننا الحديث عن الإنسانيّة. بل يمكننا القول إنّ الإنسان هو شخص حقيقيّ بقَدْرِ ما يُظهِر من محبّةٍ للآخرين المحيطين به».

وأشار إلى الخوف الذي تخلّفه ثقافة الاستهلاك المنتشرة في العالم، مانعةً الإنسان من الانفتاح على الآخرين بشفافيّة، خشية تورطّه في علاقات متمركزة على الذات وإشباع رغبات الأنا، بينما يسعى إلى بناء علاقة تكامليّة، أساسها المحبّة والاحترام والفهم والتضامن، لمواجهة تحدّيات الحياة.

وختم وردة بالقول: «نؤمن بأنّ خلاصنا مُرتبط بعَلاقة الشِّرْكة التي تربطنا بالآخرين، كما كتبَ يوحنا في رسالته الأولى: "إِذا قالَ أَحَد: «إِنِّي أُحِبُّ الله»، وهو يُبغِضُ أَخاه، كانَ كاذِبًا، لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه"» (1 يو 4: 20).

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته