إهدن, الأحد 4 أغسطس، 2024
كما في بكركي كذلك في إهدن. آلاف المؤمنين تقاطروا إلى تلك البلدة الواقعة في محافظة لبنان الشمالي ليحتفلوا مع أهلها بتطويب ابنهم البطريرك إسطفان الدويهي.
غداة احتفال التطويب في بكركي (ليل 2 أغسطس/آب)، اتّجهت الأنظار إلى إهدن وتحديدًا إلى مدرج مهرجان إهدنيّات، حيث ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس الشكر لإعلان تطويب الدويهي، بحضور رئيس دائرة دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيلو سيميرارو ممثلًا البابا فرنسيس، وحشد من الشخصيات الدينية والرسمية، وجموع المؤمنين.
وقال الراعي في عظته: «في سني حياته البطريركيّة الأربع والثلاثين، المثقلة بالمصاعب والاعتداءات والرفض من الداخل والخارج، كان الدويهي مدركًا أنّ البطريركيّة هي حمل الصليب وراء يسوع، كما فهمها من آخر كلمة قالها الربّ لسمعان-بطرس: "اتبعني" (يو 21: 19)».
وأضاف: «كمنارة علم ترك الطوباوي البطريرك إسطفان للأجيال تراثًا تاريخيًّا وليتورجيًّا ومتنوعًا؛ وكمنارة قداسة، كان كإكليريكيّ وكاهن وأسقف وبطريرك الرجل المكرّس لله. كان رجل صلاة بامتياز. كان رجل تأمّل في الكتاب المقدّس باعتباره أساسيًّا وضروريًّا لحياة المسيحيّ. وكان الزهد الرهبانيّ نمط حياته منذ طفولته حتى وفاته».
وتابع الراعي: «يقول لنا الطوباويّ البطريرك إسطفان إنّ محبّة المسيح شرط أساسيّ في قلب من تُسند إليه سلطة في الكنيسة. لكنّ هذا الشرط مطلوب أيضًا في قلب كلّ مسيحيّ يتولّى سلطة في المجتمع أو في الدولة. ذلك أنّ السلطة في المجتمع البشريّ هي من التدبير الإلهيّ. فالله الخالق وضع للعالم نظامًا كي يعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض، وينعموا بالخير والعدل. فينبغي للسلطة السياسيّة أن تستلهم إرادة الله وتصميمه الخلاصيّ في كلّ عملٍ وتدبير».
وختم الراعي: «فلنرفع صلاتنا إلى الله بشفاعته: نسألك يا إلهنا أن تمنحنا النعمة لكي نسير على خطى الطوباويّ الجديد البطريرك مار إسطفان الدويهي، صابرين على أهوال الحياة، والمظالم والاضطهادات، التي شرّدته من مكان إلى آخر وهو صامد على الإيمان والرجاء والمحبّة، فنشهد لك ولصليبك وقيامتك. لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدّوس، الآن وإلى الأبد، آمين».
وكان الكاردينال سيميرارو وصل في وقتٍ مبكر أمس إلى إهدن حيث استقبله الأهالي بالزغاريد والرقصات القرويّة. وكانت لممثّل الحبر الأعظم محطات سبقت قدّاس الشكر المسائي، أبرزها في دير مار سركيس وباخوس، وموقع تمثال الطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي في ميدان إهدن، وكنيسة مار جرجس-بيت الكهنة. كما كانت للراعي محطّات ولقاءات سبقت قدّاس الشكر، واستُقبِل بدوره بحفاوة من أبناء مسقط رأس الطوباوي الجديد.
يُذكَر أنّ أوّل كنيسة (كابيلا) على اسم الطوباوي إسطفان الدويهي تُكرَّس اليوم في بلدة أرده-قضاء زغرتا، لبناني الشماليّ.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته