الأحد 24 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

إيلي حصروتي يستذكر انفجار مرفأ بيروت: العدالة ستتمّ لأنّ روح الله تعمل في العالم

مرفأ بيروت بعد تفجيره في 4 أغسطس/آب 2020/ مصدر الصورة: Mike Malajalian/Shutterstock

إيلي حصروتي، مهندس اتّصالات وموسيقيّ لبناني، ومؤسِّس «مبادرة 4 آب». هو نجل غسّان حصروتي، موظّف أهراء مرفأ بيروت، وضحيّة انفجار 4 أغسطس/آب 2020. يطلّ اليوم في الذكرى الرابعة لانفجار المرفأ، عبر «آسي مينا»، ليُخْبرنا عن اختباره مع المأساة، وكيف بلغ حدود السلام والرحمة في غمرة هذا الموت.

يقول حصروتي: «قادتني التحدّيات والخيبات والآلام للبحث عن الحرّية بهدف الانطلاق نحو حياة أوفر، وأوّل ما وجدتُه أنّ قيمتي ليست في ما أفعله، بل في كوني إنسانًا محبوبًا». ويُضيفُ: «عشتُ الألم والفشل، فالإنسان لا يحزن إلّا عندما يخسر من يحبّه، وفي قلب الحبّ تعلّمتُ درسًا مفاده أنّ الحبّ والحزن توأمان».

ويتابع: «كلّنا شركاء في انفجار 4 أغسطس/آب؛ هذه هي ثقافة المجتمع، نسكت عن الظلم ولا نأخذ موقفًا شجاعًا، ونؤدّي دور الضحيّة ونعطي الوحش مزيدًا من الضحايا. تعلّمتُ البحث عن الحقيقة التي أدَّت إلى الخلل ومعالجته، فالحقيقة وحدها تحقّق العدالة».

ويواصل حصروتي: «بعد أربع سنوات على الانفجار لم يتبدّل شيء، لذا أطلقت "مبادرة 4 آب"، وهي ناشطة على مختلف المستويات. وفي 6 مايو/أيّار من كلّ عام، ننظّم وقفة موحّدة في جميع المدارس الكاثوليكيّة، لنرى ماذا تعلّمنا، وما هو الخلل الذي ما زال موجودًا لنعالجه فلا يتكرّر. وهكذا، ننتقل من ردّة الفعل وموقف الضحيّة إلى المسؤوليّة والمبادرة».

إيلي حصروتي ووالده غسّان الذي سقط ضحيّة انفجار مرفأ بيروت. مصدر الصورة: إيلي حصروتي

الحبّ المجّانيّ والمطلق

يُخبِرُ حصروتي: «تعرَّفْتُ إلى الله من خلال مسيرة مع يسوع بالإنجيل، فتغذَّيْتُ روحيًّا. وساعدني في مسيرتي أيضًا، التأمّل في الرياضات الإغناطيّة. آمنتُ بالله الحبّ المطلق والمجّانيّ، وسألتُه كيف يُحِبّني».

ويُضيفُ: «في اللحظات الأولى للانفجار صلّيتُ: "يا ربّ، أنا لا أُفَضِّل الحياة على الموت، ولا الغنى على الفقر، ولا الصّحّة على المرض، إنّما أرغب في كلّ ما يقرّبني من الغاية التي ولدتُ لأجلها". أرغب في عيش الحبّ، والسماح له بأن يحيا في داخلي ومن خلالي في قلب العالم". وعندما أُعاتب الله أتذكّر ما سألته، لأكتشف أكثر حبّه ولألمس حضوره الذي، من قلب ظلمة الموت، يفتح الطريق ويعطيني الحرّية».

الحياة أقوى من الموت

يكشِفُ حصروتي: «أومن بأنّ الضحايا حاضرون معنا، ويصلّون لأجلنا؛ فالله الحبّ لا يريد إلّا أن يكشف عن ذاته لكلّ إنسان، وأن يحرّره من الخوف ليترجم حياته كما يحبّ. وأبي موجود في قلب الله، فأرى كِليهما يقولان لي: "عِشْ وأعطِ الإنسانيّة أفضل ما عندك". وأصلّي لأهل الضحايا ليبلغوا السلام، ويمنحوا حياتهم معنى جديدًا يحرِّرهم من الماضي، ويتمسّكوا بالحاضر كطريق أوفر». ويردف: «إذا كان موت الأبرياء وانفجار المرفأ ليسا بمنزلة الصحوة لندعم بعضنا، فمتى سنتّحد إذًا؟».

ويختم حصروتي: «العدالة ستتمّ لأنّ روح الله تعمل في العالم، الحياة أقوى من الموت وهذا ليس شعارًا. من المهمّ أن نُميّز هذه الروح حيثما تدعونا؛ فحقيقة الله الحبّ التي تُعلَن من خلالنا للعالم، هي القادرة على ولادة حياة جديدة، فنحيا بسلام ورحمة في قلب هذا الموت».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته