عنايا, الثلاثاء 23 يوليو، 2024
احتشد مئات المؤمنين أمس في دير مار مارون عنّايا-لبنان، موقع ضريح القديس شربل ومحبسته، للمشاركة في زياح القربان المقدّس. ومنذ الساعة السادسة فجرًا، ازدحمت جميع الطرق المؤدية إلى الدير بطوابير السيارات والحافلات.
جاء المؤمنون إلى عنّايا ليكلّلوا احتفالات عيد القديس شربل التي بدأت منذ 21 يوليو/تموز. بدا المشهد فريدًا من الدير، إذ جمعت شفاعة مار شربل المؤمنين من دون استثناء ليسيروا مُصلّين خلف القربان المقدّس.
عُرِفَ شربل بحبّه اللامحدود للقربان المقدّس، وكان يخصّص ساعاتٍ طويلة للسجود أمامه. وفي الأمس، سار المؤمنون خلف القربان المقدّس على خُطى حبيس عنّايا.
غيّرت هذه التجربة حياة كثيرين من المشاركين الذين لم يغيبوا عن احتفالات الدير. وفي حديثٍ إلى «آسي مينا»، أخبر إيلي غنطوس أحد المشاركين عن أعجوبةٍ غيّرت حياته بشفاعة القديس شربل: «بعدما خضع والدي لعمليّة جراحية في القلب، كانت حالته حرجة وفقدنا الأمل. إلّا أنّه حصل على نعمة الشفاء بشفاعة مار شربل وعاد إلينا سالمًا». وباسم حبيس عنّايا، تبدّلت حياة إيلي وغيره كثيرين. إذ أغدق شربل بنعم كثيرة على كلّ من توسّل إلى الله بشفاعته.
بعد التطواف بالقربان المقدّس، اجتمع المؤمنون في الكنيسة للمشاركة في الذبيحة الإلهية التي احتفل بها الرئيس العامّ للرهبانية اللبنانية المارونية، الأباتي هادي محفوظ. وفي عظته ذكّر محفوظ بتعلّق جميع اللبنانيين بالقديس شربل. وتابع: «نعود إلى حياة مار شربل وإلى لهفته تجاه الله والتي كانت نتيجة مثابرته في الصلاة». وأوضح أنّ القديس شربل لم يتعب من دعوة الله إلى حياته، «فهو قدوة للجميع، فيلتفت قلبنا نحو الله من خلال الصلوات العميقة بدلًا من ترديد الكلمات».
ليلة فريدة من نوعها
عشية عيد مار شربل، يسمح دير مار مارون عنّايا استثنائيًّا للزوار بقضاء ليلة صلاة أمام ضريح القديس أو في أرجاء الدير. وهذا الإجراء محصورٌ بعيد القديس شربل. إذ يمنع الدير المؤمنين من تمضية ليلة كاملةٍ في الأيام العادية من السنة.
ويكشف هذا الاستثناء أهمية العيد ورمزيّته الفريدة. فخلافًا لقديسين آخرين يُكَرَّمون في تاريخ وفاتهم، اختير عيد مار شربل في ذكرى رسامته الكهنوتية، أي في الأحد الثالث من شهر يوليو/تموز، إذ توفّي شربل عشيّة عيد الميلاد. إلا أنّ عامل الزمن هذا اتخذ بُعدًا أعمق… فصار شربل «كاهنًا إلى الأبد».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته