الموصل, الخميس 4 يوليو، 2024
أشاد مطرانا أربيل الكاثوليكيّان بشار متّي وردة راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، ونثنائيل نزار عجم أسقف أبرشيّة حدياب للسريان الكاثوليك، بصمود مسيحيّي العراق وثباتهم، في خلال مؤتمرٍ صحافيّ نظمته منظمة «عون الكنيسة المتألّمة» أمس بمناسبة الذكرى العاشرة لاحتلال تنظيم داعش.
وقدّم المطرانان الكاثوليكيّان رؤيتهما المؤثِّرة حول معاناة مسيحيّي العراق النازحين قسرًا من الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى في أعقاب غزو تنظيم داعش الإرهابيّ عام 2014. كما سلّط المؤتمر الضوء على خدمات منظمة «عون الكنيسة المتألّمة» لمسيحيّي العراق.
استذكار الأزمة الإنسانيّة
استهلّت ريجينا لينش، الرئيسة التنفيذيّة لمنظمة «عون الكنيسة المتألّمة»، المؤتمر الصحافيّ باستعراض تفاصيل المأساة، عندما اجتاح داعش سهل نينوى، وتسبّب في نزوح قرابة 120,000 مسيحيّ، ولجوئهم إلى أربيل ودهوك في كردستان، وبعض القرى والبلدات الشماليّة، كألقوش، بحثًا عن ملاذٍ آمن.
وأشادت لينش بالدعم السريع والمتواصل الذي قدمته منظمتهم، فكان كطوق نجاة لمسيحيّي العراق. وشكرت جميع المموّلين الداعمين لمنظمتهم، مقدّرةً استجابتهم الفوريّة إبان الأزمة، ما مكّنهم من توفير المساعدة الطبّية الطارئة والغذاء والمأوى للنازحين. ونوّهت بجهود إعمار البيوت والكنائس. وأضافت: «في خلال ثلاث سنوات، دعمنا قرابة 500 مشروع بمبلغٍ غير مسبوق قدره 56 مليون يورو».
خطابات تعكس الصمود والإيمان
من جانبه، أشاد وردة بإيمان مسيحيّي العراق الراسخ وتضامنهم، معربًا عن شكره العميق لـ«عون الكنيسة المتألّمة» على دعمها المستمر. وأردف: «كان الحفاظ على كرامة العائلات النازحة عبر توفير الرعاية الصحّية والتعليم وسواهما، أمرًا ضروريًّا».
فيما سلّط عجم الضوء على صمود المسيحيين، وقال: «واجبنا التذكير بإيمان شعبنا والإشادة بصبره وصموده. فرغم الصدمة، لا يزال المسيحيّ قويًّا، متشبِّثًا بإيمانه في مواجهة التحديات».
تحدّيات العودة وإعادة الإعمار
شرح وردة أنّ إحصائيّات إيبارشيّته تشير إلى نزوح 13,200 عائلة عام 2014، عادت منها قرابة 9,000 إلى نينوى، بينما استقرّ الباقون في كردستان أو هاجروا. وأثنى على الدور الحاسم لمنظّمة «عون الكنيسة المتألّمة» في دعم هذه العائلات. وقال: «دعمكم سمح للناس بالبقاء وإعادة بناء حياتهم». أمّا عجم فشرح: «يصعب إقناع الناس بالعودة إلى حيث لا ضمانة للأمن والاستقرار الاقتصادي». وتابع: «واجبنا دعم المسيحيّين أينما اختاروا العيش».
معالجة المخاوف الأمنيّة والنزاعات السياسيّة
لا ينكر المطرانان وجود أيديولوجيات متطرّفة ونزاعاتٍ سياسيّة تهدّد وجود المسيحيّين والمكوّنات الأخرى في العراق. وجَزَما بضرورة استحداث إصلاحاتٍ تعليميّة ودستوريّة لمعالجتها وحماية مستقبل المسيحيّين في العراق.
وبشأن العلاقات الأخويّة بين المسلمين والمسيحيّين في العراق وسائر المكوّنات والاحترام المتنبادَل بينهم، أبرز وردة في هذا الصدد دور المؤسّسات التعليميّة التابعة لإيبارشيته في توفير بيئة آمنة للجميع، تحترم تنوّع المكوِّنات وتعايشها كعلامة مميِّزة للمجتمع العراقي. وعدّ «التعليم طريقنا للتأثير وبناء مستقبل أفضل». فيما دعا عجم إلى دعم المؤسّسات التعليميّة كضرورة للصمود.
ونبّه وردة إلى أهمّية «المغفرة كرحلة ضروريّة للشفاء، والدور المحوريّ لإيمان مسيحيّي العراق غير المتزعزع في تجاوز الصدمات والتحدّيات، ودور الكنيسة في تقديم الدعم الروحيّ والنفسيّ لمساعدة المجتمع على المضي قُدُمًا».
أفكار ختاميّة وصلوات
في الختام، أعرب المطرانان عن عميق شكرهما لـ«عون الكنيسة المتألّمة» والمجتمع الكاثوليكي العالميّ على الدعم الراسخ لكنيسة العراق الحيّة، لتواصل ازدهارها.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته