الخميس 19 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

معاناة مسيحيّي حلب بعد الزلزال مستمرّة... أنقاض بناء السوق الحرّة شاهدة

من الخراب الذي لحق بالمبنى المجاور لبناء السوق الحرّة في حيّ العزيزيّة-حلب/ مصدر الصورة: نايلة قيومجي عباجي

منذ وقوع الزلزال المدمِّر قبل أكثر من عام وأربعة أشهر في سوريا، عملت جهات كثيرة على ترميم منازل المتضررين، ومن بينها منازل المسيحيين التي نجت من السقوط باستثناء بناءَين سكنيَّين، الأول في حي محطة بغداد والثاني في العزيزية بمدينة حلب. فما قصتهما؟ وما تبعيات سقوطهما؟

بالنسبة إلى بناء «محطة بغداد»، فقد نُفِّذ فيه قرار الهدم بعد توصُّل الخبراء والمهندسين إلى خلاصة مفادها خطورة السكن فيه وعدم جدوى أي عملية ترميمية. ومن المقرّر استفادة أصحاب الشقق داخل البناء من دعم الصندوق الوطني –المُشكّل من الدولة السورية- ضمن الشريحة (سي)، والمخصَّصة لدعم من هُدمت منازلهم (لاحقًا) نتيجة لتصدّعها. وحتى الساعة من غير المعروف قيمة المخصصات المادية المراد تقديمها.

من الخراب الذي لحق بالمبنى المجاور لبناء السوق الحرّة في حيّ العزيزيّة-حلب. مصدر الصورة: نايلة قيومجي عباجي

لكنّ المصيبة الأخرى التي رافقت عملية هدم البناء السابق، تمثّلت في تضرُّر البناء السكني المجاور له، وهو ما تكرّر أخيرًا مع استكمال هدم بناء آخر يقع في حي العزيزية والمعروف باسم «السوق الحرة». ففي لحظة وقوع الزلزال في فبراير/شباط من العام الماضي، تهاوى نصف بناء السوق الحرة وقضى فيه أربعة أشخاص من المسيحيين منهم الأب عماد ضاهر. وتقرَّر أخيرًا هدم الجزء المتبقّي، وما زالت الآليات حتى الساعة في الموقع تستكمل عملها.

وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، أكدت المقيمة في البناء الملاصق لبناء السوق الحرة نايلة قيومجي عباجي أنّ عملية الهدم لم تكن مدروسة وألحقت أضرارًا ببنائها. وأوضحت: «صدر قرار من البلدية بهدم المتبقي من بناء سوق الحرة الملاصق لنا هدمًا يدويًّا، وجرت طمأنتنا بأنّ العملية ستكون مدروسة. لكنّ تلك الطريقة فشلت، ليلجأ المنفذّون إلى ربط البناء وسحبه. وقد حذّرنا مرارًا من أنّ هذه الطريقة (البدائية) ستُلحق الأذى بالجوار، لكن لم يصغوا إلينا وفضّلوا إنهاء الأمر في غضون أيام».

من الخراب الذي لحق بالمبنى المجاور لبناء السوق الحرّة في حيّ العزيزيّة-حلب. مصدر الصورة: نايلة قيومجي عباجي

وأضافت: «كانت النتيجة دمار جدار المنزل الواقع فوقنا مباشرة في الطابق الثالث، بالإضافة إلى تحطُّم شرفة منزل في الطابق الأول مع تدمير أحد جدرانه، فضلًا عن تدمير آخر أصاب سطح البناء ومنور السخّانات».

وكشفت عباجي عن محاولات بعض المتعهدين والمستثمرين استغلال مصاب الناس وتهاوي منازلهم في بناء السوق الحرة من خلال عرض شراء ملكيتها (الأرض) بأسعار بخسة، قبل توليهم إعادة الإعمار. أو إجبار العائلات كخيار آخر على المساهمة في الإعمار، ومن لا يريد أو لا يستطيع دفع المال فستوضع إشارة الحجز على منزله ومن ثم يباع في مزاد.

من الخراب الذي لحق بالمبنى المجاور لبناء السوق الحرّة في حيّ العزيزيّة-حلب. مصدر الصورة: نايلة قيومجي عباجي

طريقة غير فنّية

من جهته، أشار مصدر مطلع لـ«آسي مينا» (رفض الكشف عن اسمه) إلى أنّ بناء السوق الحرة سيخضع غالبًا للشريحة سي شأنه شأن بناء محطة بغداد. وتابع: «أما الأضرار التي سبّبها الهدم في البناء المجاور، فجاءت نتيجة أنّ العملية حصلت بطريقة غير فنية، والسبب يتجلّى في الإمكانيات المحدودة وعدم توفر آليات الهدم المتطورة».

وشدد المصدر على صعوبة إطالة المدة الزمنية لعملية الهدم نظرًا إلى أهمية المنطقة، إذ ليس من السهل إغلاقها وقطع طريقها الحيوي لمدة أشهر.

وختم المصدر حديثه بالإشارة إلى وجود ضغوط من سكان المنطقة وأصحاب المحال التجارية، إذ يبدون استياءهم من الحالة الراهنة، وينتظرون استكمال الهدم وإزالة الأنقاض بفارغ الصبر لإعادة المنطقة إلى سابق عهدها.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته