الأربعاء 11 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

جولة في باليرمو الإيطاليّة... فسيفساء من الثقافات والكنائس العريقة

كاتدرائيّة باليرمو/ مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

منذ العصور القديمة، كانت جزيرة صقلية ملتقى للعديد من الثقافات والأديان والشعوب المتنوّعة، مثل الفينيقيين واليونانيين والرومان والبيزنطيين والعرب والنورمان والإسبان وغيرهم. هذا التلاقي الثقافي أدّى إلى نشوء تقاليد فريدة وموسيقى وعمارة وفنون رائعة.

يمكن استكشاف هذه الفسيفساء الجميلة من الثقافات من خلال زيارة مدينة باليرمو وكنائسها العريقة.

في هذه السطور، نأخذكم في جولة صغيرة تكشف جمال هذا المزيج الثقافي الغني، حيث التاريخ يتنفّس من خلال الجدران والأزقّة ويحكي قصص الأمم التي تعاقبت على هذه الجزيرة الإيطاليّة.

كاتدرائيّة باليرمو. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

كاتدرائيّة باليرمو

إذا زرتَ باليرمو، فإنّ أحد المعالم التاريخيّة التي لا ينبغي أن تفوّتها هو الكاتدرائية الرئيسة في قلب المدينة. بُنيت هذه الكاتدرائيّة في نهاية القرن الثاني عشر وهي تقف شامخة في المكان نفسه الذي كان يحتضن كنيسة قديمة تحوّلت لاحقًا إلى مسجد.

تجمع معالم الكاتدرائيّة بين طراز الكنائس النورمانيّة الموجودة في شمال فرنسا وإنجلترا، وعناصر تعكس التمازج الثقافي الفريد بين المسلمين والبيزنطيين، والذي يميّز الفن والعمارة في صقلية.

كاتدرائية باليرمو مُدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو وكُرِّست لمريم العذراء. وداخلها يُحفظ رماد شفيعة باليرمو القديسة روزاليا في تابوت من الفضّة ويعود تاريخه إلى العام 1631.

كابيلا بالاتينا. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

كابيلا بالاتينا

تُعدّ كابيلا بالاتينا في باليرمو شاهدًا بارزًا على التنوّع الثقافي والديني الذي شكّل صقلية. على الرغم من أنّ الفسيفساء الداخلية تعود جذورها إلى الفن البيزنطي، تعكس الصور المعروضة تأثيرات ثقافية ودينيّة متعدّدة.

فسيفساء لبطرس وبولس ونيرون في كابيلا بالاتينا. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

في قبّة الكنيسة، يبرز تصوير يوناني نموذجي للمسيح البانطوكراتور، محاطًا بالملائكة والأنبياء. بالإضافة إلى ذلك، تظهر تأثيرات إسلاميّة في المشاهد المسيحيّة من خلال الزخارف النباتيّة والحيوانيّة. ومن العناصر المعماريّة الإسلاميّة في الكنيسة سقف مصمّم بتقنيّة المقرنص.

سقف مصمّم بتقنيّة المقرنص في كابيلا بالاتينا. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

مقابر الكبوشيّين في باليرمو

في القرن السادس عشر، اكتشف الرهبان الكبوشيون في باليرمو أنّ مقابرهم تحتوي على مادّة حافظة طبيعيّة ساعدت في تحنيط الأموات، والراهب «سيلفسترو» كان أوّل من جرى تحنيطه.

مقابر الكبوشيّين في باليرمو. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

ومنذ ذلك الحين، جرى تحنيط أكثر من 8000 شخص في المقابر. وتمثّل المومياوات في مقابر الكبوشيين موردًا علميًّا وتاريخيًّا استثنائيًّا. وواحدة من أشهر هذه المومياوات وأحدثها تعود لفتاة تدعى روزاليا لومباردو توفيت في عمر السنتين عام 1920. جسدها محفوظ جيدًا لدرجة تبدو وكأنّها نائمة في تابوتها الزجاجي، ما أكسبها لقب الجميلة النائمة.

مقابر الكبوشيّين في باليرمو. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

دير القدّيسة كاترينا

لا تفوّت فرصة زيارة دير القديسة كاترينا ومخبزه، حيث تحرص الراهبات على إعداد الحلويات التقليديّة التي تُعرض للبيع. كما يمكنك زيارة كنيسة لامارتورانا المجاورة، التي لا تزال تُقام فيها القداديس باللغة اليونانيّة القديمة، تمامًا كما كانت الحال عند تأسيس الكنيسة قبل 900 عام.

الحلويات التقليديّة في دير القدّيسة كاترينا. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته