بيروت, الثلاثاء 11 يونيو، 2024
رئيس دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو غودجيروتي في بيروت. قد تبدو الصورة للوهلة الأولى بأنّه موفدٌ من البابا فرنسيس لبحث حلول أزمة الشغور الرئاسي المتمادي في لبنان، ولكنّ هدف الزيارة –أقلّه المعلَن- مختلف. فقد حضر الكاردينال بشكل خاصّ للمشاركة في السيامة الأسقفية لأمين سرّ دائرة الكنائس الشرقية الأب ميشال الجلخ الأنطوني، بعدما عيّنه الحبر الأعظم رئيسًا لأساقفة نصّيبين للموارنة شرفًا.
بعد قداس السيامة الأسقفية الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي السبت الماضي، احتفل الجلخ بقدّاس الشكر في دير الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية في مار روكز-الدكوانة (جبل لبنان)، بحضور غودجيروتي وحشد من الآباء. فماذا قال الأخير للمطران الجديد؟
في ختام قدّاس الشكر، توجّه غودجيروتي إلى الجلخ: «عندما يدعوك بطرس عليك أن تلبّي النداء. انتقلت من أن تكون ابنًا لكنيسة شرقية لتصبح أبًا للكنائس الشرقيّة». وأضاف: «أنت -من دون أحد آخر- صوت الكنائس الشرقية الصارخ عند ملاكها الحارس، خليفة بطرس. اليوم لبنان يأتي إلى روما، فأنت تأتي من خارج أسوار الفاتيكان لتكون صوت الشرق عند البابا. الربّ أخذك من كنيسة مشرقية، كنيسة رهبان كانوا فيها يهربون للحفاظ على إيمانهم. مركزك الجديد في روما لن يبعدك عن هذه الكنيسة، لكنّه سيسلمك كنائس شرقية أخرى، يجمعها المصير نفسه».
وتابع غودجيروتي: «سيكون وقع مختلف لصرختك لأنّها تأتي من دم الذين يتعذبون. لأنّ الدم يصرخ. أَزعِجنا حين نتكاسل. وعندما نصبح حذرين، قل لنا إنّ إخوتك يموتون في لبنان وغزة وأوكرانيا وأرمينيا وسوريا، وقل لنا إنّ الوقت قد حان».
وكان رئيس عام الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة الأباتي جوزف بو رعد ألقى كلمةً بدوره، توجّه فيها إلى الجلخ قائلًا: «من الأنطونيّة تحمل أجمل سماتها وأعرقها، وهي الانفتاح. ولِدت رهبانيّتنا في رحم الكنيسة المارونيّة. أسّسها البطريرك البلوزاويّ ونمت برضى أسلافه وبركتهم. ولكنّها زُرِعت في الضواحي على تماس مع الآخرين. تحمل في جيناتها النزعة إلى الخروج، إلى خوض تحدّي لقاء الآخر المختلف، إلى النفورِ من التقوقع على أنواعه. هذه الروح الأنطونيّة، يا صاحب الأخوّة والسيادة، هي أثمن ما تحمله في جعبتك من عندنا وما يسهّل خدمتك الكنسيّة الجديدة ويخصّبها».
وأردف: «تخرج اليوم من صفوفنا لا من معركتنا، تخرج إلى خدمة أشمل وأوسع، من حاضنتِنا الدافئة المتواضعة إلى حاضرة الفاتيكان، حاضنة الكنيسة الجامعة. تخرج من جهادنا الرهبانيّ اليوميّ ولكنّك لم تخرج ولن تخرج من صورتنا المجمعية الجامعة ولا من صلاتنا اليوميّة، ضمانة صِلتِنا بمن دعانا وببعضِنا بعضًا».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته