الأحد 17 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

أمّ المعونة الدائمة في الموصل العراقيّة… صمود كنيسة ومدرسة

كنيسة أمّ المعونة الدائمة في الموصل العراقيّة بعد إعمارها/ مصدر الصورة: المطران ميخائيل نجيب

أكّد المطران ميخائيل نجيب راعي أبرشيّة الموصل الكلدانيّة لـ«آسي مينا» أنّ الاحتفال بالقدّاس الإلهي في كنيسة أمّ المعونة الدائمة بالموصل العراقيّة سيتواصل في الأحد الأوّل من كلّ شهر وفي الأعياد والمناسبات. ويأتي ذلك عقب إتمام الأبرشيّة إعمارها، بتبرعات الخيّرين، ممّا لحقها ومدرستها من دمار في خلال احتلال تنظيم داعش وعمليات التحرير، واحتفالها بتكريس مذبحها.

من أفواج خرّيجي مدرسة أمّ المعونة الدائمة في الموصل، العراق. مصدر الصورة: آسي مينا/جورجينا حبابه

ماذا نعرف عن تاريخ هذه الكنيسة؟

التجأ البطريرك الكلدانيّ يوسف عمانوئيل الثاني حينما اشتدّ عليه المرض في خلال سفره إلى روما عام 1937، إلى أمّ المعونة «طالبًا شفاعتها، واعدًا إيّاها بنشر اسمها المبارك ليكرّمه أبناء كنيسته الكلدانية».

وإذ نال الشفاء، أوفى البطريرك بنذره وأمر بأن تحمل الكنيسة الجديدة المزمع بناؤها في حيّ الدواسة بالموصل، اسم أمّ المعونة. ويشرح المؤرّخ بهنام حبابه كيف سعى الكلدان بفتح مدرسة أهليّة في المنطقة بعد تزايد أعداد المسيحيّين فيها.

مدرسة أمّ المعونة الدائمة في الموصل العراقيّة بعد إعمارها. مصدر الصورة: المطران ميخائيل نجيب

في رسالة لعموم خورنات الموصل الكلدانيّة، حضّ البطريرك أبناءه على التبرّع السخيّ لإنشاء مدرسة وكنيسة على اسم أمّ المعونة. وبوشر أوّلًا بعمارة المدرسة، وافتُتِحت «يوم الثلاثاء 25 سبتمبر/أيلول 1945 بواسطة الراهبات الكلدانيّات اللواتي أتينَ من بغداد بدعوة من غبطته، وصار يقدّس في المدرسة كلّ أحد وعيد» وهذا قبل الانتهاء من عمارة الكنيسة، بحسب كتاب «الخواطر» للخوري داود رمّو، سكرتير البطريرك المذكور.

وضع البطريرك عمانوئيل الثاني حجر الكنيسة الأساس في 15 أغسطس/آب 1944، وجدّ العاملون فيها ليكون افتتاحها يوم أحد الشعانين 14 أبريل/نيسان 1946 «وكلّف هذا الأثر الجليل ما يقارب عشرة آلاف دينار من تبرّعات المحسنين»، بحسب رمّو.

وخدَمَت الراهبات الكنيسة والمدرسة مجّانًا، كالأخوات: فيرجين، ومباركة، وأغنيسة «والفاضلة والمقتدرة مجدولين شابو» بحسب حبابه.

لوحة توثّق إعادة إعمار مدرسة أمّ المعونة الدائمة في الموصل، العراق. مصدر الصورة: المطران ميخائيل نجيب

نجح القس فرج رحّو (المطران) في سعيه المستميت لدرء خطر استملاك الحكومة لمبنى المدرسة، بعد تأميم المدارس الأهليّة في العراق عام 1974، نظرًا  إلى وقوعها ضمن حرم الكنيسة واستحالة الفصل بينهما. وعانت المدرسة أيضًا تغيير اسمها ليكون «أور» عوض «أمّ المعونة»، لكنّها استعادته بعد العام 2003. وكان الأحد عطلتها مع الجمعة حتى أغلقت أبوابها.

ممّن خدموا الكنيسة: الأب (المطران) عمانوئيل دَدّي، والأب (المطران) فرج رحّو، والأب (البطريرك) لويس ساكو. وكانت رائدةً في تنظيم الدورة اللاهوتيّة للعلمانيّين ودورات الكمبيوتر وإدارة مستوصفٍ خيريّ.

من أفواج خرّيجي مدرسة أمّ المعونة الدائمة في الموصل، العراق. مصدر الصورة: المطران ميخائيل نجيب

كان تلاميذ المدرسة، وهي ابتدائيّة مختلطة، مع صفَّين لرياض الأطفال، مزيجًا من مسلمين ومسيحيّين. ومع تناقص أبناء الرعيّة عقب العام 2003، تراجعت أعداد التلاميذ المسيحيّين حتى خلت المدرسة منهم في سنواتها الأخيرة، قبل أن يُفرغ تنظيم داعش الإرهابيّ الموصل من مسيحيّيها عام 2014.

تأمل الكنيسة الكلدانيّة أن يكون إعمار الكنائس خطوةً تشجيعيّة لعودة المسيحيّين إلى الموصل كي يستأنفوا دورهم الريادي فيها.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته