سيدني, الاثنين 3 يونيو، 2024
زادت الأحداث الدامية المتعاقبة في العراق وسوريا، لا سيما اجتياح تنظيم داعش الإرهابيّ لمناطق السريان التاريخيّة، نزيف الهجرة المُهدِّد بفراغها من سكانها الأصليّين. فالتحق كثيرون من أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية بمن سبقوهم إلى المهجر وتحديدًا في أستراليا، منذ أواسط القرن العشرين، بحثًا عن الأمن والطمأنينة، قادمين من تركيا وسوريا ولبنان ثمّ العراق.
شكّل هؤلاء الوافدون في سيدني جاليةً كبيرة دعت إلى تأسيس إرسالية للكنيسة السريانية الكاثوليكية فيها، كما صرّح الأب يوحنّا إينا، خادم الإرساليّة، في حديثٍ خاص إلى «آسي مينا».
وأعرب إينا عن اعتزاز إرساليّة سيدني باحتضانها الكنيسة الأولى والوحيدة للسريان الكاثوليك في أستراليا حتى الآن. وتابع: «رغم صغرها وحاجتها المستمرّة إلى الترميم، نعتز بـ"كنيسة مريم العذراء أمّ الرحمة" التي اشتراها المؤمنون بالتعاون مع أوّل خادمٍ للإرساليّة (الخورأسقف ميشال برباري) القادم من مصر، من كنيسةٍ بروتستانتية، وافتُتحت بعد ترميمها عام 1994».
وشرح إينا: «نحتفل بقداديس المناسبات في كنيستَي القديسة تريزا والقديس أنثوني التابعتَين للكنيسة الكاثوليكية في بلديتَي فيرفيلد وليفربول لقربهما من سكنى أغلبيّة أبناء الرعيّة المتزايدة أعدادهم وبخاصّة القادمين حديثًا من العراق».
اجتهد إينا بالتعاون مع أبناء الرعيّة لشراء أرض واسعة في منطقة كمبس كريك بهدف تشييد كنيسة ثانية للسريان الكاثوليك في سيدني باسم «كنيسة العائلة المقدسة» لتستوعب قرابة 700 مصلٍّ. وسعوا إلى إزاحة عائق المكان المعرقل للاحتفال بالطقوس وتنظيم النشاطات.
وعن حاجتهم إلى متطوّعين وداعمين للكنيسة، أوضح إينا: «مع ازدياد صعوبات المعيشة، ينهمك معظم أبناء الرعية، وهم مهاجرون جدد، بالعمل لتأمين متطلّباتها، ولا وقت للتطوّع».
وأشار إلى أنّ حياة الجيل الجديد في المهجر بأفكارها وسرعتها وتحدياتها، صعَّبت مسؤوليّة الكنيسة وسعيها إلى انتشالهم من الأفكار الفاسدة والحفاظ على هويتهم السريانيّة الكاثوليكيّة عبر النشاطات والفعاليّات التعليمية والتثقيفية والدينية.
تستمرّ متابعة الإرساليّات السريانيّة الكاثوليكيّة في أستراليا للعائلات وتنظيم سجلاتها، مصحوبةً بالحاجة إلى إنشاء إرساليات جديدة. على أمل أن تتّحد جميعها في المستقبل لتؤسِّس الأبرشيّة السريانيّة الكاثوليكيّة الأولى في أستراليا، فتخدم الرعيّة وتديرها بنظامٍ موحَّد، هي في أمسّ الحاجة إليه.
الجدير بالذكر أنّ قرابة ألف عائلة من السريان الكاثوليك في أستراليا يتمركزون في سيدني-ولاية نيو ساوث وليز، وألف عائلة أخرى في ملبورن-ولاية فيكتوريا، يخدمها الخورأسقف فاضل القس إسحق، فضلًا عن قرابة 100 عائلة في بريزبن-ولاية كوينزلاند، ويخدمها الأب نور القس موسى. أمّا الجماعة الأصغر فتتمركز في كانبرا.
ويخدم الأب يوحنّا إينا إرساليّة السريان الكاثوليك في سيدني منذ العام 2015 في ثلاث كنائس، إلى جانب رعيّة كانبرا، يعاونه الأب ماجد آل حنّا القادم من العراق مطلع العام 2020. وقد وهب أحد المؤمنين بيتًا للكنيسة ليكون دارًا للكهنة في سيدني.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته