الفنّانة رونزا طنب لآسي مينا: أصلّي للثالوث الأقدس والله يُحبُّني

بيروت, الاثنين 3 يونيو، 2024

رونزا طنب، مطربة لبنانيّة من طِراز خاص. أستاذة في المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار)، تعاونت مع مسرح الرحابنة في القسم الأكبر من مشوارها الغنائي، وحقّقت نجوميّة كبيرة من خلال أعمالها المسرحيّة والتلفزيونيّة والسينمائيّة.

اسمها الحقيقي عايدة ولكنّ الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل، أطلق عليها اسم رونزا. تطلّ اليوم عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ المُكلَّل بنور المسيح ونعمته.

الإيمان نحصل عليه من فوق

تَشرح رونزا: «بعد كلّ ما عرفتُه من اختبارات حيّة، أرى أنّ الله يمنح الجميع نعمته باستمرار، ولكن هناك من يتفاعل معها ومن يهملها. فالله يعطينا الإيمان بواسطة نعمته، وهذا أوّل ما نلمسُه قبل الذهاب لملامسة حضور الله من خلال الآخر أو الأمور المادّية والحياتيّة».

وتُضيف: «من المؤكّد أنّنا نلمس حضوره بواسطة هذه الأمور. ولكنّ نعمته تأتي في البداية، فالإيمان نحصل عليه من فوق وهو ما يجعلنا نلمس حضور الربّ».

الله يتدخّل من دون أن نعلم

تكشِف رونزا: «إذا كانت عندي مشكلة ويُمكنني حلّها بنفسي، فألجأ إلى المنطق كي أُعالجها. أمّا إذا كانت مشكلة صعبة، فأطلبُ المساعدة الإلهيّة، وبقدر ما أطلبُها تؤدّي دورها».

وتُتابِع: «أنا أومن بأنّ الله يتدخَّلُ في أوقات معينة، من دون أن نعلم ذلك أو نشعر به. ففي بعض الأحيان، نطلب أمرًا ونكون متحمِّسين له، فنركض خلفه وهو يهرب منّا. ولكنّنا نلاحظ بعد حين أنّ الله أراد إبعاده عنّا، لأنّه ليس لصالحنا، وهذا ما وصلتُ إليه من خلال اختباراتي».

بين الترنيم والغناء: إحساس مختلف

تُخبر رونزا: «عندما أغَنّي أو أرَنِّم تكون طريقة الأداء نفسها، إنّما الإحساس مختلف. فعندما يُرتِّلُ الإنسان عليه أن ينسى ذاته ويتجرّد من نرجسيَّته، ليطغى طابع روحيّ بحت. ولكنّه عندما يُغنّي يهمُّه رأي الآخر، إلى حدٍّ ما».

وتُضيف: «أستشهدُ باستمرار بقول للمطران جورج خضر: "الإنسان في المطلق ليس له فضل بأيّ شيء". فكلّ ما أعطانا إيّاه الله هو منه كي نستعمله له وللآخر. هذا هو المطلوب، وأنا مقتنعة به، لكن إلى أيّ درجة يمكنني تنفيذه، لا أعلم. الأكيد أنّ تطبيقه بالترنيم يبقى عندي أسهل من تطبيقه بالغناء، إذ لا يمكننا في الغناء التجرّد كلّيًّا من الـ"أنا"».

أصلّي للثالوث الأقدس والله يحبّني

تؤكِّد طنب: «أتوجّه بصلاتي مباشرة للثالوث الأقدس، أي الله الآب والابن والروح القدس. وأصلّي أيضًا مع العذراء مريم، أمّا في ما يخصّ صلاتي للقديسين، فأتخاطب معهم فقط عندما أزورهم».

وتَختم رونزا حديثها لـ«آسي مينا»: «أكثر ما أشكر الله عليه، هو نعمة محبّته لي. فكلّما ننمو أكثر في الحياة الروحيّة، نكتشف كم أنّ محبّة الله عميقة لنا. فبعد هذه النعمة، تصبح جميع الأمور ثانويّة، ومن ثمّ أخطأت أو لم أخطئ، يُحبُّني الله إلى النهاية».