أربيل, الأحد 2 يونيو، 2024
تستعين الكنيسة الكلدانيّة بكتاب «الحوذرا» في صلواتها الطقسيّة المرتّبة على مدار السنة. وبالعودة إلى قاموس العلّامة المطران يعقوب أوجين مَنّا (الكلدانيّ-العربيّ)، نقرأ أنّ كلمة «حوذرا» تعني «دائرة، دورة ومدار».
من هذه المعاني، ينطلق الأب سافيو حندولا راعي كاتدرائيّة مار يوسف الكلدانيّة في عنكاوا-أربيل، عبر «آسي مينا»، ليبيّن أنّ «الحوذرا» هو كتاب الدورة الطقسيّة أو الصلوات على مدار السنة الطقسيّة، التي تدور حول يسوع المسيح، مركز حياتنا ومحورها، ونحن ندور في فلكه.
منذ أن نظّم الجاثليق البطريرك شمعون برصبّاعي (329-341) الليتورجيا المشرقيّة، ورتّب تقسيم المرتّلين إلى جوقَيْن يتناوبان على ترداد الصلوات، لم تزل كنيسة المشرق تتبنّى هذا السياق في الترتيل. «ودأب شمامسة الكنيسة على استخدام مخطوطات كبيرة الحجم، نُسخت عليها الصلوات بحروفٍ ضخمة، لتتسنّى لجميع المصلّين المتحلّقين حولها، من كلا الجوقَين، قراءتها» بحسب حندولا.
وأردف: «من الطريف أنّ رهبان ذلك الزمان وشمامسته تعلّموا القراءة بالعكس، ليتمكنّوا من القراءة أينما كان موقعهم حول المخطوط».
وشرح حندولا أنّ الكتب الليتورجيّة المتداولة كانت: «گزّا-الكنز» ويضمّ صلوات الصباح والمساء للتذكارات. و«الكشكول-المُجمّع» ويضمّ صلوات الصباح والمساء للأيام الاعتيادية. و«دقذام ودباثر-ما قبل وما بعد» الخاص بالمزامير والعونياثا الثابتة للأيام الاعتياديّة.
ونوّه حندولا بمساعي البطريرك إيليا الرابع عشر عبو اليونان (1879-1894) لتنظيم الكتب الطقسيّة وتوحيدها، إذ «دأب على مراجعتها مستعينًا بالمطران عبديشوع خيّاط (البطريرك 1894-1899) ليُكلَّف الأب بولس بيجان اللعازريّ بمهمّة دمجها في مجلّد واحد سمّاه الحوذرا، فأُهملت التسميات الأخرى».
وأشار إلى أنّ الحوذرا أصبح منذئذٍ الكتاب الأساس للسنة الطقسيّة، قسّمه بيجان إلى ثلاثة مجلّدات طبعت بين عامَي 1882 و1887 في باريس. يضمّ الأوّل الصلوات المتلوّة من زمن البشارة إلى الصوم الكبير. ويحتوي الثاني على الصلوات المتلوّة من زمن الصوم الكبير إلى أحد حلول الروح القدس. والثالث للصلوات من أحد حلول الروح القدس إلى الأحد الأخير من تقديس الكنيسة.
وتابع حندولا: «نحافظ في جميع كنائس إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة على هذا الإرث الفريد. نتلو في الآحاد صلاة الصبرا-الصباح، فيما نرفع يوميًّا صلاة الرمش-الغروب، ونرتّل في خلالها صلوات "عونياثا، دوا ساليقي وسهدي". وأحيينا في كاتدرائيّة مار يوسف تقليدًا طقسيًّا كاد يندثر وهو التطواف المصحوب بتراتيل خاصّة إلى بيت الشهداء لاستذكار تضحياتهم ولنفهم معنى ما نرتّله ومغزاه».
وخلص حندولا إلى القول: «يهمّنا الحفاظ على طقس كنيستنا الكلدانيّة وتراثها المشرقيّ، ونعدّه وديعة أورثنا إيّاها الآباء والأجداد القدّيسون، وواجبنا أن نسلّمها إلى الأبناء لينهلوا من هذه الروحانيّة الغنيّة».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته