زحلة اللبنانيّة تحتفل بخميس الجسد... إبراهيم: عيد مختلف عن العالم كلّه

زحلة, الخميس 30 مايو، 2024

بمناسبة عيد خميس الجسد الإلهي، احتفلت كاتدرائيّات زحلة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة وكنائسها بالقداديس صباح اليوم. فانطلق المؤمنون في مسيرات ملأت الشوارع والأحياء رافعين الصلوات والترانيم، ليجتمعوا بعدها أمام سراي المدينة ويجوبوا بولفار زحلة بمسيرة موحّدة.

شارك في الحدث بطريرك كنيسة الروم الكاثوليك يوسف العبسي وأساقفة المدينة وشخصيات رسمية وحشود كبيرة من المؤمنين.

كما نظمت الشبيبة والكشّاف مساء أمس مسيرة بالمشاعل.

عيد مختلف عن باقي المدن

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، شرح راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم أنّ احتفال زحلة بهذا العيد مختلف عن العالم كلّه. لأنّ المدينة بجميع كنائسها وفئاتها وطوائفها المسيحيّة تشارك في هذا التذكار.

وفسّر أنّ في هذا اليوم تحيي عروس البقاع ذكرى أعجوبة حصلت عام 1825 عندما تعرّضت المدينة لخطر مرض الطاعون. وقد زال الخطر بعد مسيرة بالقربان الإلهي والصلاة للخلاص من الوباء الخطير، على حدّ تعبيره.

 تذكار يعكس وحدة المسيحيّين

أضاف إبراهيم أنّ سكّان زحلة لم ينسوا فضل الله عليهم وهم لا يزالون حتّى اليوم يشكرون الربّ على الأعجوبة. وتابع أنّ العيد ليس لشكر الله على الماضي فحسب بل أيضًا على الحاضر وعلى وقوفه إلى جانبهم في جميع المراحل التاريخيّة.

وتابع المطران أنّ العيد يبدأ قبل طلوع الشمس فيسير المؤمنون ويصلّون معًا. وبعد الإشارة إلى أنّ  الكاثوليك والأرثوذكس يحتفلون معًا بهذا العيد، عبّر إبراهيم عن توقه لتحقيق وحدة المسيحيّين في أقرب وقت. وقال إنّ في زحلة تُعاش وحدة المسيحيّين بالتعاون والصداقة والاحترام المتبادل والصلاة معًا والشوق لليوم الذي تتحد فيه الكنيسة.

أمراض كثيرة تضرب لبنان

اعتبر المطران أنّ لبنان يعاني أمراضًا كثيرة ربّما يمكن اختصارها بكلمة الفساد الذي له وجوه كثيرة لا تُعدّ. لكن على الرغم من ذلك، أكّد إبراهيم التمسّك بهذه البلاد وبالأمل. وأشار إلى أنّه عاش 35 سنة خارج لبنان وبقي هذا البلد خياره الدائم والأرض المقدّسة التي تناديه كي يأتي لعيش جرح الناس وألمهم.

ورأى أنّ دور رجال الإيمان كبير في لبنان، وهو رفع معنويّات الناس، وزرع الأمل في قلوبهم وأفكارهم، وتثبيت الشباب في أرضهم من خلال معرفة قيمة الوطن. واعتبر أنّ قيمة الوطن لا تُقاس بالمادّة فحسب بل بالتاريخ والقداسة والشهداء.

وكشف أنّ عند رؤيته شخصًا لبنانيًّا مجروحًا، يشعر أنّ الوطن كلّه واقف أمامه ويناديه ويتكلّم معه ويتألّم أمامه. ورأى أنّ الكنيسة هي كنيسة الفقراء والمتألّمين والمرضى والمحتاجين إلى الخلاص.