أربيل, الجمعة 15 أبريل، 2022
كان شيئا قاسيا جدا على قلب المخلص الرقيق الممتلئ بالحب والممتلئ بأسمى معاني النبل والأخلاص والوفاء أن يواجه الخيانة من احد تلاميذه الأخصاء المقربين.
لقد رأى يهوذا مافي السيد المسيح من صفات روحية جميلة ومعجزات فائقة للطبيعة والتفاف الناس حوله ومحبتهم له وتجاوبهم مع تعليمه خاصة الخطأة الذين تركوا حياة الخطية.
اختبر يهوذا عن قرب محبة يسوع المسيح الفياضة نحوه ونحو الآخرين ولمس وداعته ولطفه وعطفه وترفقه بالضعفاء.
أمام كل هذه العلاقة الوثيقة والصداقة العميقة اختلج قلب الرب يسوع وهو ينظر الى خيانة التلميذ الذي باعه ب ثلاثين من الفضة.
كان يهوذا ميالآ نحو المال والشيطان اعمى قلبه وكان يسرق اموالآ من الصندوق الذي كان عنده يو ١٢ : ٦
قبل الفصح بيومين اخبرهم الرب يسوع بموعد صلبه ( مت ٢٦ : ١ و٢ ) ولكن للأسف لقد كانت مشاعر حزن التلاميذ في جانب بينما كانت مشاعر يهوذا الأسخريوطي في جانب آخر.
كانت محبة المال قد سيطرت تمامآ على قلبه والشر الذي في داخله أعمى بصيرته .فقرر أن يبيع سيده ليربح من وراء موته مالآ ، كانت المسائل الارضية هي شاغله وليست الابدية والسماوية . استمر الشر في داخل يهوذا في ترغيبه في ارتكاب فعلته الشنعاء .كانت خطية بهوذا في خيانته هي عدم المحبة.
لم يحتمل يهوذا الأسخريوطي اسلوب الرقة والمحبة التي عامله بها سيدهِ من قبل ، فوضع الشيطان في قلبه أن يمضي ويقتل نفسهِ.
وبالفعل لم يكن في قلبه محبة ولا اتضاع، لم يلجأ الى يسوع المسيح تائبآ، معتذرآ، عما صدر منه بل مضى وشنق نفسه.
الخيانة
ليست حادثا عابرآ وموقفآ حياتيآ عاديآ يمر علينا مرور الكرام ، فألم الخيانة اشبه بأقتلاع الضلوع من الجسم، يصيب اعماق القلب مسببآ حدوث جروح عميقة لاتطيب ابدآ.
يهوذا تعرض لهزات عنيفة امام نفسه وذلك لأنه لايريد مواجهة نفسه بعد أن خان سيدهِ الذي لم يجد فيه إلا الحب والتضحية والتقدير. ويدخل يهوذا في صراع كبير بينه وبين نفسه بعد غدره وخيانته.من الممكن حدثت امور عانى منها بهوذا بعد خيانته ولم بعترف بها ،
الندم:
بعتبر الندم اول ماعانى به بعد الخيانة ليس لرحمته بمن خان ولكن لأنه يعلم نظرة المجتمع والناس للخائن جيدآ.
احتقار الذات:
ليس بالأمر الهين فيقلل من قدره في عينيه مهما تظاهر بعكس ذلك.
فقدان الثقة بالنفس:
من الممكن تعرض يهوذا للتشويش وفقدان الثقة بالذات وهو أمر طبيعي لأنه اهلك نفسه بالوقوع في مستنقع الخيانة وهو ماارتضاه لنفسه.
فقدان احترام الآخر له:
لأن الخيانة ليس لها مبرر على الأطلاق.
الفشل وأنتظار العقاب:
الخائن له مستقبل مظلم لأنه لم يعِ معنى العزة والشرف والصدق والمواجهة. وهذا ماحدث ليهوذا حين قتل نفسه.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته