أسّيزي, الاثنين 27 مايو، 2024
صدّق البابا فرنسيس الأسبوع الفائت على أعجوبة ثانية نُسِبَت إلى الطوباوي كارلو أكوتيس، المراهق الإيطالي محبّ الألعاب الإلكترونية وبرمجة الكومبيوتر، المنتقل إلى الحياة الأبديّة عام 2006. وفتح هذا الأمر الباب أمام إعلان قداسة أكوتيس ليصير أوّل شخص من جيل الألفية يُرفع قدّيسًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكية.
فمن هو كارلو أكوتيس؟
1. وُلِدَ أكوتيس في 3 مايو/أيار 1991 في العاصمة الإنجليزيّة لندن حيث عمل والده. انتقل، بعد بضعة أشهر، مع والديه، أندريا أكوتيس وأنتونيا سالزانو، إلى ميلانو الإيطالية.
2. شُخِّصَّ كارلو بمرض سرطان الدم في سنّ المراهقة. وقبل وفاته عام 2006 عن عمر يناهز 15 عامًا، قدّم آلامه على نية البابا بنديكتوس السادس عشر والكنيسة. فقال: «أقدّم جميع آلامي للربّ من أجل البابا والكنيسة حتى لا أذهب إلى المطهر وأتنعّم مباشرةً بالفردوس».
3. على الرغم من عدم ممارسة والدَيه الإيمان المسيحي، أحبّ كارلو الله منذ نعومة أظفاره. فقد اعترفت والدته، بأنّها نادرًا ما كانت تذهب إلى الكنيسة، لكنّ كارلو حضّها على المشاركة في القداس يوميًّا. وأوضحت أمّ الطوباوي لبرنامج «إي دبليو تي إن نيوز نايتلي»: «كان [كارلو] يقول، "أرى طوابير الحفلات الموسيقية، ومباريات كرة القدم. ولكنّني لا أشاهد هذه الطوابير أمام سرّ القربان الأقدس" ... فقد كان القربان المقدس في صلب حياته».
4. من خلال إيمانه، شكّل كارلو مصدر إلهام لمربّيه الهندوسي راجيش موهور، فأصبح هذا الأخير مسيحيًّا. علّم أكوتيس مربّيه تلاوة المسبحة وشرح له حضور المسيح الحقيقي في سرّ القربان المقدّس. ومن أكثر الأمور التي أثّرت في موهور ودفعته للتحوّل إلى المسيحيّة كانت محبّة كارلو للفقراء.
5. دافع أكوتيس بشغف عن تعاليم الكنيسة، مثل عدم أخلاقيّة الإجهاض، عندما نوقش الموضوع في مدرسته. وثبت على مواقفه ولو ضدّ زملائه في الدراسة أحيانًا.
6. كان أكوتيس صديقًا مخلصًا أيضًا. فعارض التنمّر خصوصًا بحقّ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة. وعندما عانى أحد أصدقائه بسبب طلاق والدَيه، ساعده ودعمه للاندماج ضمن عائلة أكوتيس. تحدّث كارلو مع رفاقه أيضًا عن أهمية القداس الإلهي والكرامة الإنسانية والعفة.
7. أحبّ أكوتيس البرمجة الإلكترونيّة. وأسّس معرضًا إلكترونيًّا لعجائب القربان المقدّس مستخدمًا مهاراته. وكان مقتنعًا بأنّ الأدلة العلمية لمعجزات القربان المقدّس ستساعد الناس على إدراك الحضور الحقيقي ليسوع في سرّ الافخارستيّا.
8. على الرغم من إعجابه بألعابٍ مثل نينتندو وبوكيمون وغيم بوي وبلاي ستايشن وإكس بوكس، حدَّ وقت اللعب بساعتين أسبوعيًّا. وبشّر أصدقاءه المشاركين في هذه الألعاب بأهمّية الاعتراف والمشاركة في الذبيحة الإلهيّة.
9. توفّي كارلو عام 2006. وهو يرقد اليوم في قبر زجاجي في كنيسة القديسة مريم الكبرى بمدينة أسيزي الإيطاليّة. ومنذ وضع جثمانه في الكنيسة يتوافد الآلاف بشكل مستمرّ إلى ضريحه للصلاة. وبعد فتح ضريحه، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تقول إنّ جسده لم يتعرّض للفساد، لكنّ أسقف أسّيزي أوضح لاحقًا أنّ هذا القول غير دقيق. فعند الكشف عن جثمان القدّيس بعد سنوات عدة على وفاته، تبيّن أنّ الجثمان بدأ بالتحلّل، لكنّ أعضاء داخليّة عدّة من جسده كانت بقيت على حالها. وما يراه المؤمنون اليوم من خلف الزجاج هو جسده بعد إعادة ترميمه من أجل وضعه هناك.
10. اعترف البابا فرنسيس بأعجوبة ثانية تُنسب إلى كارلو في مرسوم صدر في 23 مايو/أيار 2024. وكان الأب الأقدس عينه قد وافق على أوّل معجزة لتطويبه عام 2020.
لم يعلن الفاتيكان بعد عن موعد إعلان قداسة كارلو أكوتيس. وقد تُقام المراسم في أقرب الآجال في خلال يوبيل 2025، وفي تلك السنة لقاءات مُخَصَّصة للشبيبة والمراهقين.
تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته