أربيل, الاثنين 27 مايو، 2024
ألهَم الروح القدس كاهنَين يُدعيان فيليبس شوريز وأنطون زبوني فكرة تأسيس رهبانيّة نسائيّة في الكنيسة الكلدانيّة. وإذ نالت المبادرة استحسان البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني وبركته، أُعلِنَ تأسيس رهبانية «بنات مريم المحبول بها بلا دنس الكلدانيات» يوم 7 أغسطس/آب 1922.
كان شعار الرهبانيّة «نسير قدمًا لخدمة الربّ»، وقوامها 6 عضواتٍ في أخوية مريم العذراء، اخترنَ تكريس ذواتهنّ للربّ، بحسب ما أفادت الأمّ نِعَم كمّورا، الرئيسة العامة الحالية للرهبانية في حديث خاص إلى «آسي مينا».
وأردفت كمّورا أنّ بحلول اليوبيل الذهبي عام 1972، أصبح شعارهنّ «مع مريم نحو الأعالي». وقالت: «اهتم الأب البطريرك ببناته وخصّص لهنّ بيتًا بالقرب من كنيسة أمّ الأحزان في بغداد. ولطالما اعتبر الرهبانية أحد أهم أعماله وأعظمها»، وبتشجيعه ازداد عدد المكرَّسات.
ما هدف حياة الراهبات؟
شرحت الرئيسة العامّة أنّ «هدف الراهبات يتلخّص في عيش الدعوة على مثال العذراء مريم في طريق الكمال الروحيّ والتقديس الذاتي، ملتزماتٍ بالفقر والعفة والطاعة عبر الصلاة والتأمل والاتحاد بالله والعمل على تقديس الآخرين».
ولا تقتصر غاية تأسيس الرهبانيّة على الأهداف الروحية الراعوية المتجلّية في خدمة الكنيسة ومؤمنيها ومؤازرة الكهنة عبر الاهتمام بالتعليم المسيحي وتحضير الأولاد للمناولة الأولى وسواها من الخدمات؛ بل لها خدمات تربوية من خلال روضات الأطفال والمدارس، أضف إلى ذلك أعمال الرحمة المسيحية في المياتم ودور العجزة.
مشاريع خيريّة وتربويّة
منذ العام 1924 نشأت نواة بيت الأيتام (ميتمخانة). فكان أول مشاريع الرهبانية والمعبِّر عن اهتمام الراهبات الأبرز: رعاية الأيتام من كلا الجنسَين، وبخاصة البنات. كما كان لهنّ في بغداد قسم داخلي للفتيات الدارسات المغتربات إلى جانب بيت المسنّات.
نمت الرهبانية الفتيّة بخطواتٍ واثقة. فافتتحت الراهبات أول مدرسة باسم «مدرسة راهبات الكلدان الابتدائية» عام 1927، ومدرسة للخياطة عام 1929، وتعاقدنَ مع الجيش العراقي لخياطة الملابس العسكرية ليكون مشروعهنّ الأوّل للتمويل الذاتي. وكثرت الأديار واتسعت المؤسّسات في بغداد.
رسالات خارج العراق
ببركة الربّ، كبرت حبة الخردل هذه، وأصبحت شجرة وارفة الظلال، فازداد عدد الراهبات وانتشرنَ منطلقاتٍ إلى مدن وبلداتٍ عدّة داخل العراق. كما انطلقنَ إلى بلدان المهجر ليخدمنَ الكنيسة الكلدانيّة ومؤمنيها كي يحافظوا على هويتهم وأصالة إيمانهم المشرقي، وليكنّ شاهداتٍ لحضور أمّهنّ مريم.
كان للأخوات حضور وأديار ومؤسّسات وخدمة، بعضها لا يزال مستمرًّا والآخر انقطع، في كلّ من: إيران، والكويت، وإيطاليا، وسوريا، ولبنان، والأردن، والإمارات العربية، والولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا.
وخلصت الأمّ كمّورا في ختام حديثها إلى «آسي مينا» بالقول: «رجاؤنا أن تبقى رسالاتنا في العراق وخارجه، علامةً وشهادةً لحضور المسيح وعلى خطى مريم العذراء في البساطة والتواضع والإيمان الواثق والطائع».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته