الأحد 15 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

فيضانات مدمِّرة تُغرِق 31 كنيسة في البرازيل

غرق كنيسة السيّدة العذراء الوسيطة في رئاسة أسقفيّة بورتو أليغريه البرازيليّة بسبب الفيضانات/ مصدر الصورة: آسي ديجيتال

أغرقت الأمطار الغزيرة الهاطلة على ولاية ريو غراندي دو سول، جنوبي البرازيل، منذ أواخر أبريل/نيسان المنصرم، 31 كنيسة في نيابات رئاسة أسقفيّة بورتو أليغريه الأربع.

وقال الأب فابيانو غلاسر، راعي كنيسة السيدة العذراء الوسيطة، في بلدة إلدورادو دو سول، في حديث إلى «آسي ديجيتال»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة البرتغالية، إنّ ارتفاع منسوب المياه تسبّب في خسارة الأبرشيّة جميع مستلزمات الاحتفال بالقدّاس، مثل أواني التقديس والكتب الليتورجيّة.

كاهن يشجّع المؤمنين في محنتهم

غمرت الفيضانات الأكبر في تاريخ ريو غراندي دو سول 90% من أراضي الولاية، بحسب البيان اليوميّ للدفاع المدني الصادر يوم أمس 14 مايو/أيّار. وبلغ عدد الضحايا حتى وقت صدور البيان 147 قتيلًا و125 مفقودًا و806 مصابين، فيما بقي أكثر من 538 ألفًا بلا مأوى.

وأوضح غلاسر أنّ رعيّتهم الواقعة في منطقة مكتظّة بالسكّان تأثرت بنسبة 100% بالأمطار الغزيرة. ولم تنجُ من كنائس الرعيّة الستّ سوى واحدة لم تغمرها المياه فصارت ملجأ يؤوي بعضًا ممّن غدوا بلا مأوى.

وفي هذا الصدد رأى الأب فابيانو أنّ مهمّة إعادة الإعمار ستكون صعبةً وطويلة. وتابع أنّ هذا هو الفيضان الثالث في خلال تسعة أشهر. وهو أمر يدفع كثيرين من الناس إلى الإحباط ومغادرة المدينة، ومن ضمنهم مسؤولو الرعيّة. واستدرك: «أحاول أن أبقى متواصلًا مع أبناء الرعيّة عبر الواتساب والفيديو، وأن أبقى قريبًا منهم عبر رسائل تحضّهم على الصمود».

ومنذ غرق بيته، لجأ غلاسر إلى رعيّة سيدة فاطمة في مدينة جوايبا المجاورة. ويقيم الآن في بيت كاهنها مع عائلة من أبناء الرعيّة، فضلًا عن قرابة 140 شخصًا تؤويهم قاعة الرعيّة. ويدعو غلاسر هؤلاء إلى المشاركة في القدّاس كلّما احتُفِل به.

رعيّة تحتضن 1200 شخص

بحسب ما قال نائب رعيّة سيّدة الحبل بلا دنس الأب رودريغو باروسو لـ«آسي ديجيتال»، كانت كنيستهم الواقعة في ضاحية ريو برانكو وُجهةَ إنقاذٍ لقرابة 1200 شخص لجأوا إليها بواسطة القوارب. وذلك رغم كونها أولى الكنائس الغرقى في بلدة كانواس.

كنيسة سيّدة الحبل بلا دنس في ضاحية ريو برانكو البرازيليّة تغرق بسبب الفيضانات. مصدر الصورة: آسي ديجيتال

وزاد أنّ المياه غمرت كلّ شيء، وخسائرهم الماديّة كبيرة. وفسّر أنّ مدرسة سيّدة الحبل بلا دنس المجاورة للكنيسة تعرّضت هي الأخرى لأضرار بالغة، واضطرّت الراهبات لإغلاق الكنيسة في أعقاب استشراء عمليات النهب.

ولا يعرف باروسو متى ستعود الحياة إلى طبيعتها. لكنّ الاحتفال بالقدّاس مستمِّرٌ في أبرشية سانت لويس غونزاغا وسط مدينة كانواس.

كنيسة سيّدة الحبل بلا دنس في ضاحية ريو برانكو البرازيليّة تغرق بسبب الفيضانات. مصدر الصورة: آسي ديجيتال

راهبان ينقذان 40 شخصًا

في كانواس أيضًا، غمرت المياه رعيّة قلب يسوع الأقدس في ضاحية هارمونيا، كما صرّح الراهب الكبوشيّ الأب خوان ميغيل غوتييريز مينديز لـ«آسي ديجيتال».

وشبّه مينديز الوضع في هارمونيا بـ«فيلم رعب». وفسّر أنّه لم يواجه في حياته موقفًا مشابهًا. ووصف الوضع بالصعب جدًّا.

وتمكّن غوتييريز بمساعدة راهبٍ آخر من إنقاذ أكثر من 40 شخصًا. لكنّه يرى «الواقع الذي يعيشه المؤمنون محزنًا للغاية، ويوقع كثيرين في حالات من الاكتئاب والحزن البالغ».

القداديس مستمرّة

استرسل غوتييريز: «الناس مهمومون بسبب خسائرهم المادّية الفادحة. لكنّه الوقت المناسب لتشجيع جميع أبناء الرعيّة عبر القول لهم: لقد خسرنا جميع الأشياء الماديّة، ولكن علينا أن نطلب من الله أن يزيد إيماننا. ويمنحنا إيمانًا قويًّا حصينًا. بإمكاننا الثقة بأنّ الآتي أفضل، ونأمل في إعادة الإعمار والبدء من جديد».

و«يحتفل راهبان بالقداديس في مدرسة لا سال في بورتو أليغري ويجري بثّها على الإنترنت. فيما يتلقّى المؤمنون القابعون في الملاجئ مساعدات غذائيّة وروحيّة»، بحسب الراهب الكبوشي.

وأعلن غوتييريز أنه تلقّى اتصالاتٍ من رهبانٍ يبدون استعدادهم للخدمة في الأبرشيات المتضرّرة. وختم مؤكدًا أنّه حالما تنخفض مستويات المياه، سينطلق الناس لتنظيف الكنائس وتقييم المفقودات لنتمكن لاحقًا من الشروع بحملة التعافي.

تُرجِمَ هذا المقال عن «آسي ديجيتال»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة البرتغالية، ونُشِر هنا بتصرّف.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته