الاثنين 18 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

في هذه اللّيلة، هلمّوا نترك العالم ونسهر أمام القبر!

في هذه اللّيلة، هلمّوا نترك العالم ونسهر أمام القبر!/ provided by: Father Georges Breidi

اللّيلة، وُضِعَ سيّد الحياة في قبر الأموات! اللّيلة، مَن خلق الكون وأناره من فيض حبّه، يُوضَع في ظلمة القبر من حِقدِ البشر عليه! اللّيلة كلّ شيء صامت، الكون بأسره يصمُت أمام عظمة الحبّ الذي بذل نفسه عن أحبّائه. فمَن هو المحبّة، نكره البشر، وما زلنا نفعل الأمر عينه حتّى اليوم! فالقدّيس فرنسيس الأسّيزي يقول مشدّدًا على المسيح المتألم أنّ "المحبّة غير محبوبة"!

يا لها من قساوةٍ في قلوبنا نبادل بها مَن يحبّنا كلّ يوم، ويغفر لنا مهما خطئنا إليه، وهو الذي بقيَ إلى جانبنا حين غادرنا الجميع!

ففي كلّ مرّةٍ نعود لنختار روح العالم، روح الشرّ، البغض، الحقد، عدم المسامحة؛ روح الخطيئة، في اللّيالي الصاخبة وحياتنا التي نعيشها على هوانا؛ في منطق الربح والمال والفساد الأخلاقي والاجتماعي... في هذه كلّها ندفن المسيح-المحبّة في قبر الحياة الفانية!

اللّيلة، دعونا نسهر أمام القبر!

نسهر معه، بصمتٍ، من دون كثرة الكلام، فهو يعلَم جيّدًا ماذا يلوج داخل قلوبنا؛

نسهر معه، نقدّم له أتعابنا، مشقّاتنا، أحزاننا، دموعنا... لا نخجل من البكاء لموت ربّ الحياة!

نسهر معه، نحمل إليه خطايانا، حقدنا، كرهنا لبعضنا البعض، عدم عيشنا للمحبّة، فتورنا الروحيّ، قلّة الانسانيّة فينا، تسكيت ضمائرنا أمام الحقيقة.

اللّيلة، هلمّوا نسهر أمام القبر!

مع مريم المجدليّة التي شَهِدَت موت من خلّصها من تاريخها القاسي!

مع يوحنّا التلميذ الحبيب الذي بَقِيَ معه حتّى النفس الأخير!

مع يوسف الرّامي الذي حمله بيدَيه ووضعه في القبر!

مع التلاميذ الخائفين الذين هربوا وتركوا من أحبّهم، ودعاهم، وعاش معهم، وأكل معهم، ورأوا معجزاته؛ وها هم خائفون، كخوفنا وهروبنا عندما تلامس الحقيقة قلوبنا!

مع مريم، أمّه الحزينة، المتألّمة بسبب البشريّة، ولكنّها تبقى مريم المؤمنة بالقيامة؛ هلمّوا ننتظر معها! ننتظر أن يحطّم المسيح القبر الموحِش، ويحطّم معه قبورنا المُظلِمة حيث المحبّة لم تَعُد تجد لها مكانًا فينا!

إنّ يوم الجمعة العظيمة، سيبقى للبشريّة على مرّ العصور سرًّا عميقًا، لن يُدرِكهُ إلّا مَن يَقبَل أن يدخل في منطق المحبّة؛ هذه المحبّة التي لا تعرف إلّا أن تبذل ذاتها من أجل الآخرين، المحبّة التي تصدّق كلّ شيء ولا تعرف الكذب ولا تنكر الحقيقة، هذه المحبّة التي بمجّانيّة تضحّي وتموت من أجل خَير الآخَر، والتي لا تعرف إلّا المسامحة: "لأنّهم لا يعلَمون ماذا يفعلون! (لوقا 23: 34).

في هذه اللّيلة، هلمّوا نترك العالم وما في العالم، لأنّنا لسنا من العالم (يوحنّا 15: 19)، ولنسهَر أمام القبر... ونصلّي!

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته