القاهرة, الأحد 5 مايو، 2024
تحتفل الكنيسة المصرية اليوم بمختلف طوائفها ومذاهبها (ومنها الكاثوليكية) بعيد قيامة السيّد المسيح، وسط تساؤلات عدّة بشأن حقوق المسيحيين في البلاد سواء في أعيادهم أم من ناحية بناء كنائسهم وتوفير الحماية والأمان لهم.
يُعدّ ميلاد السيد المسيح العيد المسيحي الوحيد المدرج في قائمة العُطل الرسمية لكلّ المصريين، منذ أقرّه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك عام 2006. مع ذلك بقيت لدى المسيحيين رغبة في أن يكون عيد القيامة إجازة رسمية عامّة أسوة بدول المنطقة كسوريا ولبنان والأردن.
وفي بعض الأعوام، أعلنت الحكومة المصرية عن عطلة تزامنت مع أحد القيامة ولكن تحت مسمّيات أخرى؛ وهو ما حصل هذا العام عندما رُحِّل عيد العمّال (1 مايو/أيار) إلى الخامس منه، أي اليوم. تليه يوم الاثنين عطلة عيد شم النسيم، وهو عيد مصري قديم (اجتماعي وغير ديني) مرتبط بشكل أو بآخر بالكنيسة القبطية ورزنامتها.
كذلك، تُحدِّد الدولة المصرية كلّ عام (استنادًا إلى المادة 48 من قانون العمل) مواعيد الإجازات السنوية للمسيحيين حصرًا في بعض أعيادهم، كأحد الشعانين وخميس العهد والغطاس وغيرها. وتكون هذه الأيام، بموجب المادة 52 من القانون نفسه، مدفوعة الراتب أو تُقِرّ بتقاضي العامل مثلَي أجره في حال كان حضوره إلى عمله اضطراريًّا في ذلك اليوم.
قانون بناء الكنائس
عانى المسيحيون المصريون في معظم فترات الألفية الثانية تمييزًا اجتماعيًّا، انسحب على أحقيتهم في ترميم دور عبادتهم أو بناء أخرى جديدة. وبقيت الأمور على حالها إلى أن أعطى محمد علي باشا في النصف الأول من القرن التاسع عشر الضوء الأخضر لبناء الكنائس. تلته في العام 1856 إصلاحات السلطان العثماني عبد المجيد الأول، المتضمِّنة قرارًا ببناء الكنائس والمقابر غير الإسلامية وترميمها، بموافقة شخصيّة من السلطان.
لكن قبل نحو 90 عامًا، وفي عهد الملك فؤاد الأول، وضِعت شروط تعجيزية ومجحفة، قيّدت عمليات العمار، إلى أن أُقرّ في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عام 2016 «قانون بناء الكنائس وترميمها». وأتى هذا القانون بشروط مخفَّفة ولصالح المسيحيين مقارنةً بالفترة السابقة، لكن بقي التمييز فيه حاضرًا.
من الفرح إلى المأتم
بعد إقرار القانون الأخير، تفاقمت مخاوف المتشددين من بناء الأقباط كنائس جديدة، خصوصًا في منطقة الصعيد. وبلغت هذه الهواجس أحيانًا حدّ الهجوم الاستباقي على المسيحيين وأرزاقهم لدى شيوع أيّ خبر يتعلق ببناء كنيسة جديدة.
وقد تجسّد ذلك قبل نحو أسبوعين في قرية الفواخر (محافظة المنيا) بعد إشعال الحرائق في بعض بيوت الأقباط، نتيجة انتشار خبر عن نيّتهم بناء كنيسة في قريتهم؛ قبل أن تتدخل قوات الشرطة وتعتقل المعتدين والمحرضين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي السياق نفسه، يتخوف المسيحيون من العبوات الناسفة أو العمليات الانتحارية التي تستهدفهم داخل كنائسهم في خلال احتفالهم بقداديس العيد. وهو تخوُّف وليد سوابق كثيرة وسط عجز الدولة عن تأمين الحماية الكاملة لهم.
وفي هذا الإطار، وجّه محافظ القاهرة قبل أيام رؤساء الأحياء وغيرهم من المعنيين برفع درجة الاستعداد في جميع أنحاء العاصمة بالتزامن مع قداديس عيد القيامة. وشدّد على رفع جميع السيارات المتهالكة والمتروكة في الشوارع ومنع ركن أيّ سيارة بالقرب من الكنائس. كما أكّد ضرورة رفع الإشغالات حولها، وتكثيف حملات النظافة والتجميل، مع تسهيل تقديم مختلف الخدمات ومنها إنارة أعمدة الشوارع.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته