كنيسة القدّيس شربل في قطر تتأهّب لاستقبال المؤمنين

الدوحة, السبت 27 أبريل، 2024

أكّد الأب شربل مهنّا، الراهب المريميّ وخادم الرعيّة المارونيّة في قطر، في حديث إلى «آسي مينا»، أنّ العمل يتواصل على قدم وساق في تشييد كنيسة القدّيس شربل المارونيّة في العاصمة القطريّة، الدوحة. وشرح أنّ ذلك يأتي استعدادًا لفتح أبوابها أمام المصلّين في العام المقبل 2025، بالتزامن مع احتفال الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة بعام اليوبيل.

أشار مهنّا إلى أنّ كنيسة القديس شربل ستكون، عند اكتمالها، الكنيسة الكاثوليكيّة الثانية في قطر، بعد كنيسة سيّدة الورديّة الأكبر في الخليج العربي، والأكثر استيعابًا للمصلّين إذ تتّسع لقرابة 3000 مصلٍّ. وأبواب هذه الأخيرة مفتوحة لجميع مؤمني الكنائس الكاثوليكيّة في الدولة، ومن ضمنهم الموارنة.

وشدّد مهنّا على غياب إحصائيّات تؤكّد أعداد المسيحيّين في قطر. لكنّه شرح أنّها «تقارب المليون مسيحيّ، معظمهم من الكاثوليك بنسبة تلامس الـ70%. أمّا الموارنة في البلاد فيقدَّرون بـ12 ألفًا».

تقدير للانفتاح على بناء الكنائس

عن الحرّية الدينيّة في البلاد، قال مهنّا: «ننظر بعين التقدير والاحترام لسياسة الانفتاح على بناء الكنائس في قطر، وريادتها في التسامح الدينيّ وقبول الآخر. تمارس جميع الكنائس الكاثوليكيّة وغير الكاثوليكيّة طقوسها في مجمّع الأديان، ونحن ككنيسة مارونيّة نمارس جميع طقوسنا ورتبنا الدينيّة بمنتهى الحرّية داخل مجمّع الأديان، لتجنّب أيّ إشكالات».

واستدرك مهنّا أنّهم يراعون في كلّ احتفال يقيمونه استئذان وزارة الخارجيّة مسبقًا. فهذه الأخيرة تتعامل مع الكنائس كسفارات ولديها مكتب خاصّ لملف الكنائس. وزاد: «نحرص على المشاركة الدائمة في المؤتمر السنويّ لحوار الأديان الذي ينظّمه مركز الدوحة الدوليّ لحوار الأديان. ويشارك فيه ممثلو جميع الأديان والطوائف المتعايشة على أرض قطر».

وفسّر مهنّا أنّ دولة قطر تساهم في بناء الكنائس عبر منح الأرض. وتابع: «هكذا بُنيت كنيسة سيّدة الوردية على أرضٍ تبرّع بها أمير البلاد السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 2006 ودُشّنت عام 2008.

ووَهَبَ سُمُوّه البطريركيّةَ المارونيّة أرضًا مساحتها عشرة آلاف مترٍ مربع في خلال حبريّة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لتشييد كنيسة القدّيس شربل. واحتفلنا بوضع حجرها الأساس عام 2018 بحضور غبطته وبركته. وكان لي شرف تسلّم الأرض والشروع بالبناء».

المؤمنون يبنون كنيستهم 

أردف مهنّا: «نعتمد في تمويل بناء الكنيسة على تبرّعات المؤمنين والأيادي البيض التي تُسهم بسخاء في إعمار بيت الربّ. ونتطلّع إلى الاحتفال بتكريس مذبحها العام المقبل بمناسبة السنة اليوبيليّة كمرحلةٍ أولى، تليها صفوف التعليم المسيحيّ وملحقات أخرى مستقبلًا».

وختم مهنّا حديثه إلى «آسي مينا» بالإشارة إلى أنّ «جميع المؤمنين من أبناء الكنائس المشرقيّة حاضرون في قداديسنا ونشاطاتنا. ويتنوّع انتماء المتفاعلين مع نشاطاتنا والمستفيدين من خدمتنا، لا سيّما التعليم المسيحيّ إذ نستقبل فيه قرابة ألف تلميذ من مختلف الكنائس المشرقيّة، من الناطقين بالعربيّة».