«لا تتأخّر عن القدّاس، الله ينتظرك»... مبادرة إلكترونيّة جديدة في لبنان

بيروت, الخميس 25 أبريل، 2024

«قداس. كوم»... مبادرة جديدة ولدت في لبنان وأصبحت مُتاحة للمسيحيين في جميع أنحاء البلاد. من خلال موقع إلكتروني وبأدوات بحثية بسيطة، يمكن تحديد مواعيد القداديس والكنائس التي تحتضنها. وتحمل المبادرة شعار: «لا تتأخّر عن القداس، الله ينتظرك».

صاحب هذه المبادرة هو داوود (ديفيد) بطرس طايع، مهندس ورائد أعمال لديه استثمارات عدة في لبنان وخارجه. يعيش حياة مسيحيّة مع زوجته وأطفاله الستة. يعكس داوود، الكاثوليكي الماروني، التزامًا عميقًا بقيمه الروحية من خلال أعماله الدينية والاجتماعية، ويشارك في مبادرات إعلامية مسيحية وتبشيرية في لبنان.

ذات يوم، واجه داوود مشكلة بسيطة، إذ رغب في حضور القداس في لبنان ولكنّه لم يحصل على معلومات واضحة حول المواعيد.

لذا، بادر إلى إنشاء الموقع في بادئ الأمر لنفسه ولعائلته. بدأ المشروع قبل خمس سنوات بالتعاون مع مبرمِج، ثم توسّع الفريق ليشمل نحو عشرة أشخاص يعملون على جمع البيانات وإدخالها. ويتضمّن الموقع اليوم معلومات عن 1356 كنيسة في لبنان، وقد تمكّن من توفير بيانات مواعيد القداديس لـ1167 منها.

أكّد داوود في حديث إلى «آسي مينا» أنّه واجه تحديات عدة، إذ كانت المعلومات شحيحة وبعض الكهنة ترددوا في تقديمها. لم يتحسّن الوضع إلا بعدما تواصل مع عدد من الأساقفة. ولجمع البيانات، اتّبع فريق داوود وسائل عدة منها تصفّح مواقع الكنائس على الإنترنت، والبحث عن بيانات الأبرشيات والتي نادرًا ما تكون متوفرة أو دقيقة، وإجراء جولات ميدانية.

وأضاف: «مهمة الموقع تعزيز الحياة الإلهية في أشخاص كثيرين من خلال حضور يسوع في القربان المقدس. الهدف هو خلق مزيد من القديسين». وأشار داوود إلى أنّه يذهب إلى القداس ليجد الشفاء والقوة والفرح، وليتمكّن من مواجهة تحديات الحياة اليومية.

تجدر الإشارة إلى أنّها ليست المبادرة المسيحية الأولى لداوود؛ إذ يتولّى أيضًا تنظيم دورات تدريبية ويعمل على تطوير منصة توفّر الشفافية لتمكين المغتربين من مساعدة المحتاجين في لبنان، وتسمح للمنظمات المحلّية بإجراء عملية التدقيق.

يُذكر أنّ وفقًا لبحث أُجري في العام 2023، يحضر 69% من اللبنانيين القداس أسبوعيًّا، وهي ثالث أعلى نسبة في العالم. وعلّق داوود على ذلك بقوله: «علينا أن نختبر القداس كحدث ندخل من خلاله في آلام الربّ وموته وقيامته، ونترك له الفرصة ليحوّلنا إلى نور يضيء لبنان والشرق الأوسط بأكمله».