حلب, الأربعاء 24 أبريل، 2024
تحلّ اليوم الذكرى التاسعة بعد المئة لمذابح العثمانيين بحق المسيحيين. وإن نال الأرمن النصيب الأكبر من التنكيل، لم يسلم أبناء بقية الكنائس أيضًا من تذوّق طعم العذاب والموت، ومنهم السريان الكاثوليك في ماردين «مدينة الشهداء».
في كتابه «القصارى في نكبات النصارى»، يذكر الأب إسحق أرملة أسماء الكهنة والشمامسة السريان الكاثوليك الذين قضوا في قافلة الموت الأولى المنطلقة من ماردين في 11 يونيو/حزيران 1915، ومنهم شقيقه الشماس يوسف. أما قائمة الشهداء المؤمنين فافتتحها باسم «حبيب جروة». فمن هو؟ وما هي قصته؟
كتاب جديد عن عائلة سريانيّة
وُلِدت معرفتنا بقصة تلك الشخصية قبل أسابيع فقط، عندما رأى النور مؤلَّف حفيده الباحث عدنان جروة، «آل جروة عبر التاريخ».
وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، أوضح الباحث انتماء جدّه إلى سلالة عائلة حلبية نبيلة معروفة بنضالها في الدفاع عن الإيمان الكاثوليكي منذ أواسط القرن الثامن عشر، ما دفع البابا بيوس السابع إلى أن يُنعِم على أفرادها بلقب «ماركيز». وقدّمت هذه العائلة إلى الكنيسة بطريركَيْن ومطارنة وكهنة وراهبات.
وأوضح جروة أنّ حبيب «عَمِلَ في الخياطة ثمّ في التجارة. وكان من طبقة المثقّفين فأجاد سبع لغات. ولتمتُّعه بالسمعة الحسنة وغيرته على الكنيسة، عيّنه البطريرك أفرام الثاني عضوًا في لجنة الوقف في ماردين، كما فُوِّض بمتابعة أمور الطائفة فيها».
تفاصيل تاريخيّة عن شهيد سريانيّ
أضاف الباحث: «كان حبيب مهتمًّا خفيةً بتوثيق تفاصيل الأحداث الدامية، فأصدر مجلّة سرّية دوّنها على كراس بخط يده، ووزعها على الأعيان. وفي 22 أبريل/نيسان 1915 طلب منهم إخفاء ما لديهم من أوراق وكُتُب مثيرة للشكوك، لعزم الحكومة التركية التفتيش عنها. ووصل ذلك التحذير إلى الأب أرملة نفسه الذي خبّأ تحت الأرض كتاباته وأحرق الكتب الأرمنية والفرنسية».
وتابع جروة: «في الشهر الأول من العام 1916، أرسل المطران جبرائيل تبّوني رسالة إلى ملكوف (الابن الذكر الوحيد لحبيب المقيم في حلب) يطلعه فيها على إشاعة تقول إنّ والده كان من بين أفراد القافلة (المذكورة أعلاه)، وإنّه ما زال حيًّا مع آخرين في منطقة "قره سروج" وبحاجة إلى إسعاف. وكلّفه التحقّق من ذلك ومحاولة مساعدة الناجين. وبعد جهد كبير، لم يتوصّل ملكوف إلى أيّ نتيجة، ليرسل له تبّوني رسالة ثانية يشكره فيها على جهوده باعثًا الأمل فيه لمتابعة حياته».
وختم الباحث جروة حديثه إلى «آسي مينا» بالإشارة إلى الشهادة التي سمعها من والدته، نقلًا عن لسان جدته «مرو». وهي أنّ زوجها حبيب قُبض عليه حين ذهب إلى المخفر، بعد سماعه خبر القبض على زوج أخته «جبرائيل قاووغ»، ولم يُسمَع عنهما شيء بعد ذلك.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته