الفاتيكان, الثلاثاء 16 أبريل، 2024
أعاد البابا فرنسيس لقب «بطريرك الغرب» القديم إلى طبعة العام 2024 من «الكتاب الحبري السنوي». فقلَب بذلك قرار البابا بنديكتوس السادس عشر الصادر عام 2006 والذي علَّق استخدام هذا اللقب.
ظهر هذا اللقب مرةً أخرى بين قائمة «الألقاب التاريخية» المُستَخدَمة لتحديد الواقع اللاهوتي والزمني للخدمة البابويّة. ومن هذه الألقاب: نائب المسيح، وخليفة أمير الرسل، والحبر الأعظم للكنيسة العالمية، ورئيس أساقفة ومتروبوليت منطقة روما.
قرار بنديكتوس عام 2006
كان مجمع تعزيز الوحدة المسيحية الفاتيكانية جادل عام 2006، بعد قرار بنديكتوس السادس عشر، بأنّ لقب «بطريرك الغرب» قد «مضى عليه الزمن» و«لا يمكن استخدامه بعد الآن».
وأوضح المجمع آنذاك أنّ المفاهيم الثقافية والجغرافية لمصطلح الغرب أصبحت أوسع. فصارت تشمل بلدانًا أبعد من حدود أوروبا الغربية ومنها أميركا الشماليّة وأستراليا ونيوزيلندا. ورأى أنّ التخلّي عن هذا اللقب يهدف إلى العيش بواقعيّة تاريخيّة ولاهوتيّة والسعي إلى التقدّم في الحوار المسكوني.
تاريخيّة هذا اللقب
تجدر الإشارة إلى أنّ لقب «بطريرك الغرب» اعتمده البابا ثيودوروس عام 642، واستُخدِمَ لقرون عدّة. وهو ظهر للمرة الأولى، في خلال حبرية البابا بيوس التاسع، في طبعة «الكتاب الحبري السنوي» عام 1863. وتُنقَل في هذا الكتاب عادةً أسماء البطاركة الكاثوليك وكرادلة ورؤساء الأساقفة والأساقفة والأبرشيّات الكاثوليكيّة في العالم أجمع.
وأكّد مؤرخ العلوم الدينية المتخصّص في المسيحيّة المعاصرة في جامعة فوردهام، أريستومينيس مينيوس باباديميتريو، في بريد إلكتروني موجّه إلى وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، أنّ أيّ محاولة لقراءة ما بين سطور قرار فرنسيس ستؤول إلى خطر «التكهّن» ولن تكون «مستندة إلى فهم جدّي للإدارة الكنسية». ولاحظ باباديميتريو أنّ القرار يثير تساؤلات حول المعنى التاريخي والمعاصر للقب «البطريرك».
لا توضيح من الفاتيكان
لم تُصدِر دائرة تعزيز الوحدة أو دار الصحافة الفاتيكانيّة أيّ بيان يوضح قرار الأب الأقدس. وهذه ليست المرة الأولى التي يُجري فيها فرنسيس تغييرات للألقاب البابوية في «الكتاب البابوي السنوي» الذي يبلغ حجمه 2400 صفحة.
فكانت تُنشَر هذه الألقاب سابقًا فوق السيرة البابوية القصيرة في المجلّد. ولكن اعتبارًا من العام 2020، بدأت تُدرَج تحت تلك السيرة بخطّ أصغر وسُمِّيَت «ألقابًا تاريخية».
وجهة نظر أرثوذكسيّة
أشار محللّ في المكتب الإعلامي للبطريركية المسكونية للقسطنطينية، نيكوس تزويتيس، إلى أنّ قرار البابا إعادة لقب «بطريرك للغرب»، «خطوة لإعادة اكتشاف الأخوّة». وهو يؤكّد «أهمّية السينودسية المفقودة في كنيسة الربّ».
ولطالما جعل فرنسيس الحوار المسكوني أولويّة في حبريّته. فالتقى البطريرك المسكوني برتلماوس عام 2014 ضمن زيارته الأراضي المقدّسة في ذكرى مرور 50 سنة على اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني الأرثوذكسي أثيناغوراس الأول.
وقال فرنسيس عند لقائه بارتلماوس: «لا بدّ من الإيمان بأنّ كلّ عقبة أمام وحدتنا الكاملة ستضمحلّ كما دُحرِجَ الحجر من أمام قبر المسيح».
تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته