الاثنين 16 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

قدّيسة خلعت تاج الملوكيّة وتبعت يسوع

تذكار القدّيسة أناسيما التي تخلّت عن تاج الملوكيّة لاتّباع يسوع في الزهد والصلاة/ مصدر الصورة: Tomertu/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة البارة أناسيما في تواريخ مختلفة، منها 16 أبريل/نيسان من كل عام. قديسة تخلّت عن حياة الملوك، وعاشت حياتها، تتأمّل في كلمة الله، وتَنشد الصلاة والنسك والتقشّف.

أبصرت أناسيما النور في مصر، وهي ابنة وحيدة لوالديها. نشأت على مطالعة الكتب المقدّسة، وبخاصّة الإنجيل. كما كان والدها ملكًا، فحكم خمس عشرة مدينة في مصر. وحين مات، قرّر أرباب الدولة إعلانها ملكة مكانه. لكنّ تلك البارة رَغبَت من الأعماق السير في طريق مختلف عن حياة الملوك.

وفي أحد الأيّام، هجرت بيتها خلسةً، وارتدَت ثيابًا فقيرة، ولم تأخذ معها غير الكتاب المقدّس، كنزها الوحيد، ملبّيةً نداء الربّ يسوع، زاهدةً بمجد العالم. فتوغّلت في البرّية حتى وصلت إلى غابة كثيفة، أمضَت فيها أربعين سنة، وكانت تناجي الخالق وتَنشد حياة الصلاة والنسك والتقشّف، واقتصر طعامها على أعشاب البرّية وبعض ثمارها.

كرّست أناسيما وقتها لتأمّل كلمة الله. وكانت الوحوش تؤنسها وتصغي إليها. ومن ثمّ أوحى لها الربّ بالذهاب إلى دير في جوار نهر النيل يضمّ 300 راهبة. حين وصلت إلى هناك، بدأت تصوّر ذاتها بين الراهبات على أنّها فتاة مجنونة. فعرفت المعاناة والإهانات على أيديهنّ لوقت طويل ولم تتذمّر أبدًا.

ولمّا جاء القديس الأنبا دانيال إلى ذلك الدير، لزيارة الراهبات، وقع نظره على أناسيما، فعرفها على الفور، وانحنى أمامها طالبًا صلاتها. حينها، تعجّبت الراهبات من تصرفه. فأخبرهنّ عن هويّتها وعن نسبها الملوكي. أحسّت الراهبات في تلك اللحظات بالخجل الشديد نتيجة تصرّفاتهنّ معها، وطلبنَ المغفرة منها.

ولكن حين بات جميع مَن في الدير يعرف هويّتها، قرّرت أناسيما الخروج من ذلك المكان بالسرّ، لأنّها لطالما احتقرت مجد العالم وعاشت التواضع. فرجعَت إلى البرّية تتابع حياة الصلاة والنسك والتقشّف إلى أن رقدت بعطر القداسة، وكان ذلك بين القرنَين الرابع والخامس.

فيا ربّ، علّمنا كيف نمشي في طريقنا على مثال هذه القديسة، فنتسلّح بالصلاة وعيش التواضع واحتقار قشور هذه الأرض التي تفصلنا عن محبّتك وإلى الأبد.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته