ملبورن, الاثنين 15 أبريل، 2024
منذ أواسط القرن العشرين شرعت هجرة السريان الكاثوليك إلى أستراليا. توافد هؤلاء من مصر وتركيا وسوريا ولبنان وأخيرًا من العراق، ليستقرّوا في سيدني وملبورن وكانبرا وبريزبن أولًا.
بعدها، أصبحت ولايتا كويزلاند وبيرث مُستَقَرًّا لعائلات سريانية عدّة، لا سيّما بعد بروز تنظيم «داعش» في سوريا والعراق عام 2014. حينها، اختار كثيرون الهجرة إلى أستراليا، كما شرح الخورأسقف فاضل القس إسحق، مؤسِّس وراعي إرسالية الروح القدس للسريان الكاثوليك في ملبورن في حوار خاص مع «آسي مينا».
وأوضح فاضل أنّ الكنيسة السريانية الكاثوليكيّة، وإزاء تزايد أعداد أبنائها في أستراليا، أدركت الحاجة المُلِحّة إلى كاهنٍ يخدم الأسرار وفق طقسها الأنطاكي، فأوفدت الأب ميشيل برباري إلى سيدني عام 1985 قادمًا من مصر.
أمّا ملبورن فتتابعت إليها الهجرات منذ العام 1983، لا سيّما من العراق، بُعيد حرب الخليج عام 1991. فعُيّن العراقي الخورأسقف فاضل القس إسحق أول كاهن للسريان الكاثوليك للخدمة في فيكتوريا ليؤسِّس «إرسالية الروح القدس للسريان الكاثوليك في ملبورن-فيكتوريا» عام 2011، ويواصل حتى اليوم خدمة أبناء الكنيسة المتزايدة أعدادهم عقب أحداث 2014.
وبيَّن فاضل أنّ الكنيسة سعت عبر إرساليتها إلى جمع أبنائها وتعميق ارتباطهم بتراثهم الأصيل وطقوس كنيستهم الأمّ، فيما «كانت إرساليات الكنائس الشرقية الشقيقة قبل ذلك الوقت تقدّم خدماتها لأبناء كنيستنا بفرح».
ورأى فاضل أنّ حضور كاهن في كلّ مدينة تضمّ مؤمنين من السريان الكاثوليك ضرورة للمّ شمل أبناء الكنيسة واحتضانهم وقد ناهزت أعدادهم عشرة آلاف. واستطرد: «نسعى من خلال الزيارات وتنظيم سجلات المعلومات إلى تلبية احتياجات العائلات الأساسية، خصوصًا عند وصولهم إلى أرض أستراليا، فنستقبلهم ونساعدهم على التكيّف مع البلد الجديد».
يواجه الوافدون مستجدات عدّة في اللغة والقوانين، فترافق الكنيسة أبناءها في مرحلة التأقلم الانتقالية وتزرع الثقة في نفوسهم ليتجاوزوا صدماتٍ عاشوها في بلدهم الأمّ وفي بلدان الانتظار لحين وصولهم إلى أستراليا، عبر الدعم الروحي والإنساني.
هذا الدعم يؤهلهم للانخراط في المجتمع الجديد والتكيّف مع عاداته وتقاليده. ومع قرب الكنيسة منهم يشعرون بالطمأنينة لوجود سَنَد يعتمدون عليه في الأوقات الصعبة، لا سيّما في أيام وصولهم الأولى، ليتجاوزوا معاناة الغربة واللجوء العصيبة.
لا ينكر فاضل وجود تحدّياتٍ جمّة تواجه الكنيسة وأبناءها في أستراليا؛ «فالعلوم والتقنيات الحديثة بقدر إفادتها للإنسانيّة وضعت عالمنا سريع التغيّر والتحوّل أمام تحدّيات العنف واستشراء الإباحيّة والإلحاد والوجوديّة وتعاليم الشرير المُحارِبة لتعاليم المسيح ولروحانية الكنيسة، عبر محاولة القضاء على جوهر العائلة وتشريع قوانين تشجّع تغيير الجنس وزواج المثليّين»، على حدّ قول الخورأسقف.
لكنّ «الربّ أسّس كنيسته على الصخرة وسلّم قيادتها للروح القدس المحيي ولن يتركنا يتامى أمام هذه الممارسات الشاذة المخالفة لقوانين الربّ والطبيعة»، يتابع فاضل.
وأوضح أنّ الكنيسة تستفيد من التقنيات الحديثة في نقل البشرى وتقديم جوهر إيمانها المقدّس وعقائدها وطقوسها وقيمها الروحية وتراث آبائها لأكبر عدد ممكن من المؤمنين، من دون أن تغفل أهمية اليقظة والوعي فكرًا وروحًا، في عالمٍ غدا صغيرًا.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته