ساكو يعود إلى بغداد بدعوة من رئيس مجلس الوزراء العراقيّ

بغداد, الجمعة 12 أبريل، 2024

وصل بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو إلى العاصمة العراقيّة بغداد بعد غيابه عن مقرّ كرسيّه البطريركيّ منذ يوليو/تمّوز الماضي، عندما قرّر الانسحاب والاعتصام في الدير الكهنوتيّ البطريركيّ  في إقليم كردستان.

وبحسب موقع البطريركيّة الكلدانيّة، عاد ساكو إلى بغداد «بدعوة شخصية من دولة رئيس مجلس وزراء العراق» محمد شياع السوداني. وأوفد السوداني ممثّلًا عنه لاستقبال الكاردينال في قاعة الشرف بمطار بغداد الدوليّ.

ثمّ انتقل ساكو مباشرةً إلى الصرح البطريركيّ في بغداد يرافقه المطران توماس ميرم. وهناك استقبلهما المطرانان شليمون وردوني وباسيليوس يلدو وكهنة أبرشيّة بغداد.

واستقبل السوداني، صباح الخميس، ساكو والوفد المرافق له. وبحث الجانبان الأوضاع العامة في العراق «وأجواء الاستقرار السائدة في عموم البلد» بحسب الموقع الرسميّ لرئيس مجلس الوزراء.

وأعرب السوداني عن ترحيبه بعودة البطريرك إلى بغداد. وأشار إلى أهمّية وجوده ودوره. وأكّد السوداني حرص الحكومة على ترسيخ مبدأ التعايش والتآخي بين أطياف المجتمع العراقي كافةً وسعيها إلى بلوغ غاية «المواطَنة». وشدّد على أنّ البلد قويّ ومتميز بأطيافه المتنوعة. وأشار  إلى الدور التاريخي للمكوّن المسيحيّ العراقيّ، ومساهمته في بناء الدولة وتعزيز أركانها.

فيما أكّد ساكو أهمّية بذل مزيد من الجهود لتتمكّن الحكومة من الاضطلاع بواجباتها تجاه أبنائها العراقيين. وشدّد على أهمّية الارتقاء بواقع المواطنين وتلبية كامل احتياجاتهم ومتطلباتهم، فضلًا عن متابعة قضايا الأقليات وتأمين حقوقهم.

ودعت البطريركيّة الكلدانيّة المؤمنين إلى المشاركة في قدّاس إلهي يترأسه البطريرك صباح اليوم. والهدف من ذلك شكر الله «الذي مَنَّ علينا بالفرج بعد الضيق وأثلج صدورنا بعودة راعينا ورئيس كنيستنا».

وعلّق خالد جمال ألبرت، مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان، لشبكة رووداو الإعلامية على بقاء البطريرك في أربيل بعيدًا عن مقرّ كرسيّه البطريركيّ. فأوضح أنّ من الأفضل عودة ساكو إلى بغداد أو نقل كرسيه إلى أربيل.

وكان ساكو قد غادر مقرّ كرسيه البطريركيّ ببغداد في يوليو/تمّوز الماضي عقب أزمة سحب رئيس الجمهوريّة العراقيّ عبد اللطيف رشيد المرسوم الجمهوريّ الخاص بـ«تعيينه» بطريركًا للكنيسة الكلدانيّة في العراق والعالم وتولّيه أوقافها. ووصفت البطريركيّة القرار حينها بـ«غير المسبوق في تاريخ العراق».

وكان ساكو قد أكّد في خلال مؤتمر صحافيّ عقده في الصرح البطريركيّ ببغداد في يوليو/تمّوز الفائت أنّ الكنيسة لا تتدخّل في الحياة السياسيّة. ووصف صمت الحكومة العراقيّة تجاه بعض التجاوزات والإساءات غير المبرّرة ضدّ المسيحيّين بالمُثير للشكوك. وأشار إلى أنّ البطريركيّة ستضطر إلى اتخاذ إجراءات قانونيّة مناسبة واللجوء إلى المحافل الدوليّة في حال استمرار هذا السكوت.