روما, الاثنين 8 أبريل، 2024
أصدرت دائرة عقيدة الإيمان ظهر اليوم إعلانًا بعنوان «كرامة لامتناهية». وفيه توقّفت عند الكرامة البشريّة، وعدّدت بعض ما يهدّدها. فقالت إنّ تغيير الجنس يعرّض هذه الكرامة للخطر، وتوقّفت عند التنكيل بالأشخاص بسبب ميولهم الجنسيّة وغيرها.
وقّع الإعلان رئيس دائرة عقيدة الإيمان الفاتيكانيّة الكاردينال فيكتور مانويل فرنانديز وأمين سرّ الدائرة للشؤون التعليميّة المونسنيور أرماندو ماتّيو. ووافق عليه البابا فرنسيس بعد اطّلاعه على محتواه في 25 مارس/آذار الماضي ضمن لقاء مع فرنانديز وماتّيو، بحسب ما يذكر نصّ الإعلان.
سنوات من العمل
احتاج الإعلان إلى خمس سنوات من العمل. وفيه ملامح تعليم البابا فرنسيس في العقد الأخير من حياة الكنيسة. فيتوقّف عند الحرب، والفقر، والعنف ضدّ اللاجئين والنساء، والإجهاض، وتأجير الرحم، والقتل الرحيم، والعنف الإلكتروني، والتطهير العرقي، والانتحار، والقتل.
كما ترى الدائرة أنّ السجن غير العادل، والترحيل، والعبوديّة، والدعارة، وبيع النساء والأطفال، وظروف العمل غير الصحيحة، وتجارة الأعضاء البشريّة، والأعمال الإرهابيّة، والتحرّش الجنسي، وغيرها تهدّد الكرامة البشريّة. ويذكّر النصّ أيضًا بأنّ تعدّد الزوجات مناهض لكرامة النساء والرجال.
ويحاول النصّ تخطّي منطق الدفاع حصرًا عن الحياة الناشئة، الأجنّة، أو التي هي في مراحلها الأخيرة، المسنّين. فيسلّط الضوء على ضرورة حماية الحياة في جميع لحظاتها. وفي أقسامه الثلاثة، يركّز الإعلان على مبادئ أساسيّة وافتراضات نظريّة توضح معنى كلمة «كرامة». ويؤكّد النصّ الفاتيكانيّ أنّه لا يمكن أن تفصل الكنيسة بين الإيمان والدفاع عن كرامة البشر.
الميول الجنسيّة وكرامة الإنسان
يفسّر الإعلان الساعي إلى حماية كرامة البشر أنّه يجب احترام كلّ إنسان بغضّ النظر عن ميوله الجنسيّة. ويطلب عدم التمييز بين الناس. ويعتبر أنّ سجن الأشخاص وتعذيبهم وسلبهم الحياة بسبب ميولهم الجنسيّة، كلّها مناهضة لحقوق الإنسان.
خطورة نظريّة الجندر
طرح الإعلان من جديد قول البابا فرنسيس إنّ نظريّة الجندر خطيرة لأنّها تلغي الاختلافات، وإنّها قد ساهمت في خلق استعمارات إيديولوجيّة. وشدّد الإعلان على أنّ الحياة البشريّة عطيّة من الله، يجب قبولها بمجّانيّة ووضعها في خدمة الخير. ورأى أنّ الإنسان يقع في تجربة تأليه ذاته عبر نظريّة الجندر.
واعتبرت الدائرة أنّ نظريّة الجندر تلغي أكبر الفروق بين البشريّة، أي الاختلاف الجنسيّ. ورأى أنّ هذه الفروق هي الأجمل والأقوى ونبع معجزة ولادة البشر في هذا العالم. وأشار النصّ الفاتيكانيّ إلى أنّه يمكن الحديث عن جنس بيولوجي للإنسان وجنس اجتماعي وثقافي، إنّما لا يمكن الفصل بينهما.
تغيير الجنس يعرّض الكرامة للخطر
فسّر النصّ أنّه يجب الأخذ في الاعتبار أنّ كرامة الجسد البشريّ ليست أدنى من كرامة الإنسان بذاته. لذلك، أي عمليّة لتغيير جنس الإنسان تهدّد الكرامة التي نالها منذ لحظة الحمل به.
وأشار الإعلان إلى أنّ ذلك لا يمنع أن ينال من وُلِدَ بشذوذ ظاهرة في أعضائه التناسليّة، أو تطوّرت هذه الشذوذ لديه في فترات لاحقة، المساعدة الطبيّة اللازمة لحلّ تلك المشكلات. وفي هذه الحالة، لا يعني ذلك، بحسب النصّ الفاتيكاني، أنّ هذا الشخص خضع لتغيير الجنس كما هو مقصود في الإعلان.
رفض الإجهاض وتأجير الرحم
يشدد النصّ على كرامة الأطفال غير المولودين بعد والمسنّين غير القادرين على الاهتمام بأنفسهم والمصابين بأمراض عقليّة. فيرفض استخدام مبدأ «الكرامة الشخصيّة» بدل «الكرامة الإنسانيّة». ويعتبر أنّ مستخدمي المبدأ الأوّل يسعون إلى تفسير الشخص على أنّه «كائن قادر على التفكير». فيلغون عندها من منطقهم الأطفال غير المولودين وذوي الاحتياجات العقليّة الخاصّة.
ويذكّر الإعلان برفض السلطة التعليميّة في الكنيسة الإجهاض وتأجير الرحم. ويرفض التنمّر الإلكتروني وانتشار الإباحيّة واستخدام الأشخاص لغايات جنسيّة. وينتهي النصّ مشدّدًا على ضرورة وضع كرامة الشخص البشريّ فوق أي اعتبار ضمن الالتزام بالخير العام.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته