الناصرة, الاثنين 8 أبريل، 2024
أكّد بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا أنّ الملكوت «بدأ بكلمة "نَعم"، وبلغ اكتماله مع فصح المسيح الذي نحتفل به اليوم، إذ ينتصر ربّ الحياة ويمنح السلام بقلب وأيدٍ مجروحة لكنّها غير مهزومة».
جاء ذلك في خلال ترؤسه اليوم القداس الإلهي بمناسبة عيد بشارة العذراء مريم في بازيليك البشارة بمدينة الناصرة-الأراضي المقدسة. حضر الاحتفال لفيف من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وحشد غفير من المؤمنين.
واستهلّ بطريرك القدس عظته بالإشارة إلى تأخير عيد البشارة هذا العام، لتزامنه مع أسبوع الآلام. ورأى أنّ تزامنه مع عيد الفصح «نعمة من العناية الإلهية لفهم ما يريد الربّ أن يقوله لنا». فالاحتفال اليوم هو «بالحدثَيْن الرئيسيَّيْن في تاريخ الخلاص والمرتبطَيْن ببعضهما بعضًا؛ سرّ التجسّد والقيامة».
وأوضح بيتسابالا أنّ آدم في سفر التكوين فضّل الاستماع إلى أصوات أخرى، مثل صوت الشيطان الذي يُبعِد الإنسان عن الله ويجعله يعصي تعاليمه. فقد كانت هناك ألفة بين الله والإنسان، لكنّ الخطيئة قطعت هذه العلاقة؛ فلم يعد الله يجد الإنسان، وبات الإنسان يختبئ لأنّه خائف، على حد قول البطريرك.
وشدّد بيتسابالا على أنّ استمرارية تاريخ الخلاص محكومة بالعلاقة مع الربّ والسعي إلى إعادة بناء الثقة، وبالوفاء والعهد لبناء تلك الألفة معه.
وأضاف موضحًا أنّ إنجيل اليوم استجابة لهذه الرغبة في الألفة مع الربّ. فلم تختبئ العذراء مريم مثل آدم وحواء، بل دخلت في حوار مع الله. «عندما يدعوها الله، لا تبدي الخوف. بالتأكيد شعرت بالارتباك والقلق، لأنّها تشعر بثقل هذا التفاوت بينها وبين الله. لكنّ ذلك لا يمنعها من الاستماع إليه. ينطوي طلب الله على كثير من المشكلات، فمن كان بإمكانه فهم مثل هذا السرّ؟ إنّ رفض يوسف لها سيُحدث فضيحة... كانت هناك أسباب اجتماعية وعائلية عدة لرفض هذا الطلب»، على حد تعبير البطريرك.
وزاد بيتسابالا: «إنّ مريم مقتنعة بحقيقة ما يقوله الله، وهو ببساطة ألا تخاف، وكما أنّ الخوف ثمرة الخطيئة، فإنّ الثقة ثمرة النعمة. هذا هو الشيء الجديد، الخليقة الجديدة التي يحقّقها الله في مريم، امرأة قادرة على الثقة بالله».
وتابع بطريرك اللاتين: «يخبرنا احتفال اليوم أنّ هذا الانتقال من الخوف إلى الثقة، من الوحدة إلى الانتماء، ممكن بالنعمة». وشرح أنّ يسوع سيُكمل «بواسطة عيد الفصح العمل الذي بدأ بقول مريم "نَعم" عن طريق طاعته للآب».
وختم بيتسابالا عظته بالقول: «تدعونا القديسة مريم العذراء اليوم جميعًا إلى مواجهة قوى الموت بشهادتنا المتواضعة والثابتة للمحبة والعطاء والمغفرة والمصالحة، قائلين "نَعم" لمشيئة الله».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته