حلب, الجمعة 5 أبريل، 2024
كم من حفلة دخلها العروسان على أنغام نشيد الزفاف «طلّي بالأبيض» للفنانة ماجدة الرومي. لكن ما قد لا يعرفه كثيرون أنّها من توزيع الموسيقي السوري والمؤّلف والباحث سالم بالي، الذي توفّي عن عمر 78 عامًا.
فقد أقيمت صلاة الجناز راحةً لنفسه في كنيسة «ملاك المواساة» في جنيف السويسرية. وهي كانت مدينة اغترابه وموطئ قدمه الأخير.
ما إسهاماته في الموسيقى الكنسيّة؟
في حديث خاص إلى «آسي مينا»، كشف غريغوار بالي، ابن الفنان الراحل والمترجم ومدرّس الترجمة الفورية في جامعة جنيف، انحدار والده من أصول أرمنيّة قديمة. وقال إنّ سالم درس في مدرسة «الإخوة المريميين» بمدينة حلب السوريّة، ما أكسبه ثقافة فرنسيّة وأوروبيّة عمومًا، وتفتّحت مداركه على الموسيقى خارج إطارها الشرقي.
وأضاف ابن الموسيقي الراحل: «لم يكن جدّي يرغب في امتهان والدي وعمّي جورج الموسيقى. فكانا يتعلّمانها خفيةً في المدرسة ومع كنائس حلب الكاثوليكية، عن طريق الرهبان الفرنسيسكان، وعبر الجوقات مثل جوقتَي كنيسة اللاتين ومدرسة راهبات مار يوسف الظهور. ووزّع والدي مقطوعات شرقية لجوقة زفارتنوتس الأرمنية».
بدايات التأليف الموسيقيّ الكنسيّ
أما عن بدايات بالي في التأليف الموسيقي الكنسي، فكشف غريغوار أنّ الفنان الراحل وضع، بطلب من مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك آنذاك ناوفيطوس إدلبي، في الثمانينيات لحنًا -يحاكي النمط البيزنطي- لنصّ لاهوتي عمره نحو ألف عام. ويعود هذا النصّ إلى سليمان الغزّي.
وزاد غريغوار: «لم يكن إيمان والدي بسيطًا، بل كانت لديه مسيرة روحية. فهو أحد مؤسِّسي "عائلات مريم" في سوريا. وقد وسّع معرفته باللاهوت أيضًا عن طريق دورات نظّمتها الرهبانية اليسوعية للمؤمنين. وأدّى هذا الاحتكاك إلى ولادة ترنيمة بكلمات صلاة القديس أغناطيوس دي لويولا "خذ واقبل منّي يا ربّي"».
وفسّر غريغوار أنّ «في العام 1991 طلبت الرهبانية اليسوعية عن طريق أستاذ والدي في دورة اللاهوت أنطوان أودو اليسوعي (مطران حلب الحالي للكلدان)، تلحين صلاة مؤسّس الرهبانية لمرور 500 سنة على ولادته. وهو طَلَبٌ وُجِّهَ أيضًا إلى وديع الصافي، ليصار في النهاية إلى اختيار لحن والدي».
تلحين صلاتَيْن
أضاف ابن الفنّان الراحل أنّ في العام عينه ترجم والده مع والدته «أحد أشعار القديس يوحنا الصليب إلى العربية ثم وضع سالم له لحنًا، بمناسبة مرور 400 سنة على وفاة القديس. وكان ذلك بطلب من الراهبات الكرمليّات في حلب، اللواتي كنّ يتعلّمنَ الموسيقى على يديه».
وختم غريغوار حديثه إلى «آسي مينا» بالإشارة إلى انتقال والده للعمل في لبنان، وتدريسه علم الموسيقى الشرقية في جامعة الروح القدس-الكسليك. وذكر أنّ سالم شارك أيضًا في المؤتمر السادس عشر للموسيقى الشرقية الذي احتضنته الجامعة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته