الجمعة 22 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

ما الرابط بين عيدَي الفصح والميلاد؟

بين عيدَي الفصح والميلاد رابط روحيّ استثنائيّ/ مصدر الصورة: J.chizhe/Shutterstock

في الديانتين اليهودية والمسيحية، الله صالح وخيّر بطبيعته. فصورة الله تتناقض مع آلهة الأديان الوثنية المتعجرفة. وتُعدّ هذه العقيدة الأساسية حجر زاوية لفهم حياة يسوع وأعماله، ومن خلالها تصبح صلة الوصل بين عيدي الفصح والميلاد واضحةً جليّة.

فغالبًا ما نعتت التفسيرات الحديثة يسوع بالمعلم والحكيم والمُصلح الأخلاقي فقط. إلا أنّ الكتاب المقدس يكشف حقيقةً أعمق. فلم تكن معجزات المسيح وتعاليمه مجرد أعمال عابرة، بل انبعثت من ينبوع الخير الإلهي في أعماقه.

إعادة اكتشاف البصمة الإلهيّة 

بصفته ابن الله، كان يسوع تجسيدًا للخير كما جاء في يوحنا (1: 14): «الكلمة صار بشرًا فسكن بيننا فرأينا مجده مجدًا مِن لَدُنِ الآب لابنٍ وحيد ملؤه النعمة والحقّ». وهو فاض حبًّا ورحمةً، كما قال سفر أعمال الرسل (10: 38): «الله مسحه بالروح القدس والقدرة، فمضى مِن مكان إلى آخر يعمل الخير ويبرئ جميع الذين استولى عليهم إبليس، لأنّ الله كان معه».

وتتردّد هذه الصلة العميقة، بين الله والخير، في أعماقنا. فقد خُلِقَ الإنسان على صورته ومثاله (تكوين 1: 26-28). لذلك يتوق البشر إلى ما يتجاوز الملذّات العابرة، أي إلى الخير الأسمى المتجسّد في المسيح نفسه.

ولم تكن خدمة يسوع مجرد لحظات فردية، بل دعوة إلى إعادة اكتشاف هذه البصمة الإلهية داخل النفس البشرية كي يشارك الإنسان في نشر خير الله (1 يوحنا 2: 6). وهو ما يظهر بشكل واضح في حدثَي ميلاد المسيح وقيامته.

الميلاد والفصح فرصة للخير

تُستَخلَصُ من رواية «ترنيمة عيد الميلاد» لتشارلز ديكنز عبرة عن هذا الموضوع. ففي الرواية زار شبحٌ يُدعى مارلي شخصًا غضبانًا وبخيلًا وعجوزًا اسمه إيبينيزر سكروج. وفي خلال زيارته، كشف الشبح حقيقةً قاسية وهي أنّ الحياة قصيرة، لكنّ إمكانية فعل الخير هائلة والندم الأكبر هو أن يفوّت المرء هذه الفرصة.

وبما أنّ الحياة فانية وقصيرة، وسائل فعل الخير متعدّدة. لم يستطع القبر أن يحوي المسيح الذي جاب الأرض لصنع الخير.

فالجمعة العظيمة لم تعد النهاية. إذ إنّه لا يزال يفعل الخير حتى يومنا هذا. وإذا تبعناه، فلا تقوى علينا ظلمة القبور ونعيش الحياة الإلهيّة في داخلنا.

الميلاد تحضير للقيامة

بذلك، يرتبط عيد ميلاد المسيح بفصحه. فقد تجسّد ابن الله ليُعتق البشر من خطاياهم في موته وآلامه وقيامته. فالأوّل تحضير للثاني واستباق له. فقد قُمِّط طفل المذود علامةً على اليوم الذي سيُلفّ فيه باللفائف ويوضع في قبر فيصير معتِق الناس من الموت والخطيئة. 

من هنا، يمكن استنتاج أنّ في حدثَي الميلاد والقيامة دعوة إلى فعل الخير والحقّ. في الأوّل عبر مشاركة الطبيعة الإنسانيّة بالطبيعة الإلهيّة، أمّا في الثاني فعبر قيامة البشر يوميًّا من معاصيهم إلى الحياة الحقّة.

تُرجِمَ هذا المقال عن السجلّ الوطني الكاثوليكي، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته