القدس, الجمعة 29 مارس، 2024
بالرتَب الاحتفاليّة والصلوات بدأت ليتورجيّات يوم الجمعة العظيمة في مدينة القدس صباح اليوم وتستمرّ حتّى المساء.
فقد ترأس بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا صباحًا، رتبة آلام الربّ في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة في القدس. وأُقيمت الرتبة في منطقة الجلجلة، حيث صُلب المسيح، بحضور مجموعة من المطارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات.
وُضعت على المذبح ذخيرة الصليب المقدّس المكتشفة في خلال عمليات البناء التي أمر بها الإمبراطور قسطنطين لإنشاء الكنيسة. وبعد ذلك، استمع المؤمنون بخشوع وتقوى لترنيم إنجيل الآلام بحسب القديس يوحنا.
وأُقيمت الصلوات العامة على نهج صلاة يسوع، الذي صلّى وذراعاه ممدودتان على الصليب، معانقًا العالم بأسره. واختُتِمَت الطقوس بتقديم الصليب المقدّس للتكريم، وفقًا لتقاليد تعود إلى القرن الرابع.
وتوجّه بعدها الشمامسة إلى القبر المقدّس لتسلّم القربان، ثم عادوا في موكب إلى الجلجلة. وبعد تلاوة صلاة الأبانا، أُعطِيَت الإفخارستيّا للمؤمنين الذين تغلّبوا على الصعوبات والحواجز ليكونوا شهودًا على هذه اللحظات الروحية المقدّسة. وبتناولهم القربان المقدّس، استمدّ الحجّاج الغذاء الروحي من سرّ الصليب الذي تأمّلوا فيه وسجدوا أمامه.
درب الصليب في أزقّة القدس القديمة
بالإضافة إلى رتبة آلام الربّ، تتميز الجمعة العظيمة في المدينة المقدّسة بطقوسها المهيبة والعريقة. فصُلّيَت صباح اليوم رتبة درب الصليب بمشاركة الرهبان الفرنسيسكان وحشد من المؤمنين.
ويقود حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون بعد الظهر مسيرة صامتة عبر درب الآلام. فيتنقّل المشاركون بين أزقة البلدة القديمة الشاهدة على قصص الإيمان العميق. ويحافظ الفرنسيسكان بذلك على تقليد عريق يرجع إلى القرن الثالث عشر.
إذ ينطلقون من دار بيلاطس، ويسلكون درب الصليب متوجّهين نحو كنيسة القيامة. ويمرّ هذا الدرب بأزقّة القدس القديمة، مخترقًا الحي الإسلامي بين المنازل والمحالّ التجارية، ثم يتجه إلى الحي المسيحي.
وتمثّل المحطات الأربع عشرة مسارًا يحاكي رحلة الحياة بكل ما فيها من لقاءات وعثرات وتحديات وحركة ووجوه غير مألوفة. ويدلّ التأمل والصلاة على أنّ جماعة المؤمنين الصغيرة تتّبع خطى يسوع حتى اليوم.
«جنّاز المسيح» في كنيسة القيامة
مع حلول المساء، يقام «جنّاز المسيح» في كنيسة القيامة. فيخيّم الصمت وتُخَفَّف الإضاءة في الممرّات والأحياء المؤدّية إلى المكان، ما يعزز الخشوع والإحساس بالقداسة والتبجيل.
وفي هذا السكون المهيب، تضرب مجموعة من الرجال، يُدعون «القوّاسة»، على الأرض بالعصي بشكل متناسق للتذكير بالمطرقة التي تدقّ المسامير. ولا تحمل تلك الضربات في طيّاتها تذكيرًا بالألم فحسب، بل تنقل أيضًا عمق المحبّة والتضحية التي يمثلها الصليب. وتضيف بُعدًا دراميًّا يتجاوز الزمان والمكان، فيمسّ القلوب بلمسات من الرهبة والتقدير.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته