القدس, الثلاثاء 26 مارس، 2024
يتميز دير «حبس المسيح» الكاثوليكي في مدينة القدس بطابعه التاريخي والروحاني. فهو يقع على طريق الآلام داخل أسوار البلدة القديمة.
يضمّ المكان كنيستَي «الجلد» و«الحُكم بالموت». وتمثّل هاتان الأخيرتان محطّتَيْن رئيسيّتَيْن في مسار درب الآلام الذي اتّبعه المسيح إلى الصلب.
كنيسة الجلد
تضمّ «كنيسة الجلد» الزنزانة الصغيرة حيث حُبس المسيح. وتُعدّ المحطة الثانية في درب الآلام. ويُعتَقَد أنّ المسيح جُلِدَ في هذا الموقع أيضًا قبل الحكم عليه بالموت.
تأسّست هذه الكنيسة على يد الصليبيين في القرن الثاني عشر، وهُجِرَت لقرون عدّة بعد ذلك. وفي العام 1838، كُلِّف الرهبان الفرنسيسكان بالإشراف عليها، وأُعيد إحياء العبادة فيها بفضل كرم رجل يُدعى ماكسيميليان من بافاريا، كما يُظهِر لوح حجريّ مثبت على واجهة البناء.
وفي العام 1929 رمَّم الكنيسة المهندس المعماري الإيطالي أنطونيو بارلوزي. فحافظ على الطراز القوطي للبناء. وصمّم الزجاجيّات الفنّان الإيطالي دوليو كامبيلّوتّي، وهي مثيرة للإعجاب فعلًا لأنّها تصوِّر الحكم الذي أصدره بيلاطس على يسوع والجلد وإطلاق سراح بَرأَبَّا.
وتستضيف «كنيسة الجلد» منذ العام 1923 «المعهد البيبلي الفرنسيسكاني»، وهو مؤسسة تعليمية متخصصة في العلوم البيبلية والأثريّة المسيحية. يتولّى المعلمون فيه مسؤولية الحفاظ على المتحف وإجراء أعمال التنقيب في مواقع الأراضي المقدسة، ونشر المؤلفات.
كنيسة الحكم بالموت
أمّا «كنيسة الحكم بالموت» فتُعدّ آخِر كنيسة يُنسب تشييدها إلى القديسة هيلانة. وتتّخذ شكل مربع طول ضلعه الواحد نحو 10 أمتار، وتعلوها قبّة مدعومة بأربعة أعمدة من الرخام. وهي تمثّل المحطة الثالثة من درب الآلام حيث يُعتَقَد أنّه حُكِمَ على المسيح بالموت في هذا المكان. وقد صمّم بناء المبنى الحديث الأب ويندلين هنتركيسر في العام 1904.
هدوء يغيّب النزاعات التاريخيّة
كان دير «حبس المسيح» محط نزاعات تاريخيّة بين الديانات والإمبراطوريات المختلفة. ففي العصور الوسطى، استولى المسلمون عليه في عهد الخليفة العباسي المهدي، ولكنّ ابن هذا الأخير هارون الرشيد أعاده إلى المسيحيين. وبعد تخريب الكنيستَيْن في خلال حصار صلاح الدين الأيوبي للقدس، أعيد تشييدهما. بعدها تسلّم الرهبان الفرنسيسكان الموقع في القرن السابع عشر وأعادوا تجديده عام 1838.
ويمكن لزائر هذا الدير أن يشعر بالمعاني الروحية والتاريخية العميقة للمكان، إذ يخيّم الهدوء والسكينة على الأجواء، وتحكي الجدران قصصًا من الزمن الغابر. ولا يتّسم المحجّ بأهمية تاريخية ودينية فحسب، بل هو أيضًا رمز للتضحية والفداء بحسب الإيمان المسيحي، بخاصّة أنّه جزء لا يتجزّأ من تقليد مسيرة الآلام التي يشارك فيها المؤمنون لتذكّر معاناة المسيح وتضحيته.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته