من لبنان إلى العالميّة… فيلم جديد عن الطوباويّ إسطفان نعمة

بيروت, الثلاثاء 12 مارس، 2024

«الربّ يراني»، فيلمٌ جديد يُعرَض في صالات السينما اللبنانيّة. يتناول العمل سيرة حياة الطوباوي الراهب اللبناني الماروني الأخ إسطفان نعمة، وهو شخصيّة فذة تحظى بإجلال وتقدير عميقَيْن في قلب المجتمع المسيحي اللبناني.

أكّد مخرج الفيلم طوني نعمة عبر «آسي مينا» أنّ «الربّ يراني» فيلم ديني ولبناني وإنساني: «رسالته العودة إلى الضيعة. العودة إلى الأصالة. العودة إلى البساطة. لأنّ الأخ إسطفان إنسان بسيط. إنسان متواضع. إنسان يسمع كلمة رؤسائه. عَملَ بصمت. اتّبعَ عبارة "الربّ يراني" ومشى على دربها».

وأضاف أنّ العمل يركّز على الحنين إلى الضيعة اللبنانيّة ولبنان الجميل والطبيعة والأرض، وقد صوِّر في بلدة لحفد، مسقط رأس الطوباوي. وأردف: «يولّد الفيلم الحنين للبنان فيعود المغترب إلى وطنه أو يزوره، وينعكس ذلك من خلال الزيّ التقليدي ومشاهد القرى والأديار اللبنانيّة القديمة».

وأردف نعمة أنّ «الربّ يراني» «قصّة بطل لبناني، بطل الإيمان والطاعة والبساطة والمحبّة». وأشار إلى أنّ الطوباوي إسطفان لم يُعلَن قديسًا عالميًّا بعد على مذابح الكنيسة، بل هو مكرّم ضمن بيئته ورهبنته مثل المكرّم الأب بشارة أبو مراد.

تحدّيات تصوير فيلم

ذكر نعمة التحدّيات المادّية التي اعترضته في خلال تصوير الفيلم وإخراجه. إذ بدأ العمل عليه عام 2020 في خضمّ جائحة كورونا وذروة الأزمة الاقتصاديّة. وفسّر: «يُعدّ تصوير فيلم في لبنان تحدّيًا في ذاته. فكيف إذا كنّا نتحدّث عن فيلم ديني مع أزمة ماليّة في البلاد وارتفاع سعر صرف الدولار وجائحة كورونا ومنع التجوّل؟«. وتابع أنّ المشكلة الأساسيّة التي اعترضت طريق هذا العمل كانت مادّية، وأنّ «إنتاج الفيلم يعود ريعه لجمعية منسيّين التي تعتني بالمحتاجين والمرضى».

من بلاد الأرز إلى العالميّة

كشف نعمة أنّ «الربّ يراني» سينتشر عالميًّا، إذ سيجول هو شخصيًّا في أستراليا وبلجيكا والبرازيل وغيرها من الدول. والرحلة الأولى ستكون هذا الشهر إلى كندا، في مقاطعات مونتريال وأوتاوا وتورونتو.

وتابع: «سننسّق مع الجالية اللبنانيّة والكنيسة المارونيّة وكنيسة الروم الكاثوليك ليكون هناك حضور وإقبال عليه كفيلم لبناني». وأعلن أنّه بصدد تحضير فيلم آخر أيضًا عن قديس لبناني، لم يرغب في الكشف عنه حاليًّا، ليكون مفاجأة مستقبليّة.

ساسين: مسؤوليّة كبيرة

بدوره، أكّد الممثل اللبناني جوزيف ساسين، الذي أدّى دور شخصيّة الأخ إسطفان نعمة، لآسي مينا أنّها مسؤولية كبيرة لأنّ «الأخ إسطفان شخصية واقعية ورمز لكثيرين من الأشخاص». وقال: «كان التحدّي كبيرًا. قرأتُ كتبًا عن الأخ إسطفان وعايشتُ كبار السنّ من منطقته لأكتسب لهجتهم ولأكون شخصيّة تشبه الأرض والناس».

وشدّد على أنّ رسالة الفيلم مهمّة جدًّا في زمن وسائل التواصل الاجتماعي: «في هذا الزمن يحبّ الناس أن يصوّروا أنفسهم دائمًا… علينا أن نفهم أنّ المهمّ ليس الظهور للآخر بل العمل لأنّ الربّ يرانا».