الفاتيكان, الخميس 7 مارس، 2024
دخلت فرنسا التاريخ هذا الأسبوع بعدما أصبحت الدولة الأولى في العالم التي تدرج «الحقّ بالإجهاض» في دستورها. لكنّ الفاتيكان والأساقفة الفرنسيّين عارضوا هذه الخطوة بشراسة.
فقد أكّدت الأكاديمية البابوية للحياة، التابعة لحاضرة الفاتيكان، عقب مصادقة البرلمان الفرنسي على الموضوع أنّه «لا يجوز تكريس "حقّ" لإنهاء حياة إنسان»، خصوصًا في عصر حقوق الإنسان العالمية.
وناشدت الأكاديمية «جميع الحكومات والأديان كي تولي حماية الحياة أولوية، وذلك من خلال خطوات ملموسة لتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية والوصول العالمي إلى الموارد والتعليم والصحة».
وإدراكًا منها للصعوبات التي تواجه الأُسَر والنساء، أكدت الأكاديمية ضرورة معالجة هذه الظروف بطريقة تحمي «الأكثر ضعفًا».
حزن مجلس الأساقفة الفرنسيّين
كما ضمّ أسقف فيرساي الفرنسي لوك كريبي صوته إلى مجلس الأساقفة الفرنسيين للتعبير عن «حزنه» و«معارضته الشديدة» لخطوة إدراج الإجهاض في الدستور. وأكّد أهمّية المناشدة لاحترام الحق في الحياة «من المهد إلى اللّحد». وأوضح أنّ هذا الحقّ يجب أن يكون «أرضيّةً مشتركة لمجتمعنا». وشجّع كريبي أعضاء البرلمان المجتمعين في فيرساي على مقاومة الضغوط والتصويت بضمير حيّ.
لكنّ مشروع تكريس الإجهاض «حقًّا» دستوريًّا، المدعوم من رئيس البلاد إيمانويل ماكرون، صُدِّقَ عليه بقبول واسع من سكان البلاد. إذ أظهر استطلاع دعم 66 في المئة من الفرنسيّين هذه الخطوة. ووصل الدعم إلى أعلى مستوياته لدى الفئة العمرية بين 18 و34 سنة (76 في المئة).
هلع بعد «رو ضد وايد»
فيما أشار بعضهم إلى أنّ دوافع سياسية تكمن وراء دعم ماكرون هذه الخطوة، أفاد آخرون بأنّ حالات «هلع» ضربت النساء الفرنسيّات بعد إبطال المحكمة العليا الأميركيّة في يونيو/حزيران 2022 قضية «رو ضد وايد»، إذ قضت بإلغاء قانون الإجهاض من المستوى الوطني وردّته إلى مستوى الولايات.
وفي هذا الصدد، أوضحت رئيسة جمعية العائلات الكاثوليكية باسكال مورينيير: «استوردنا نقاشًا غير فرنسيّ بعد "رو ضد وايد"... وأرادت الحركات النسوية حفر هذا القانون على حجر الدستور بعد انتشار الذعر بينها».
وقالت ماتيلد بانو لصحيفة «بوليتيكو»، وهي من حزب «فرنسا الأبيّة» اليساري، أهمّ القوى الداعمة مشروع القانون: «يستحيل ألّا تعود مسألة "الحق" بالإجهاض إلى النقاش في المستقبل الفرنسي. لكن من المهم أن نستغل الفرصة اليوم ما دام الجمهور إلى جانبنا».
رأي البابا فرنسيس بالإجهاض
كان البابا فرنسيس قد عبّر عن معارضته الشديدة للإجهاض في مراحل عدّة. فوصفه بالـ«قتل»، وأضاف أنّه يضاهي توظيف «قاتل مأجور». وكانت الأكاديمية البابوية للحياة سلّطت الضوء في بيانها المذكور على كلمات الأب الأقدس قائلةً: «الدفاع عن الحياة واقع إنساني يشارك فيه جميع المسيحيين، خصوصًا لكونهم مسيحيين وبشرًا في المقام الأول».
وعلى الرغم من اعتبارها «الابنة البكر للكنيسة» على مرّ العصور، فقدت فرنسا كثيرين من مؤمنيها الكاثوليك. إذ يساوي الكاثوليك نسبة 29 في المئة ممّن تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا، و8 في المئة فقط من المؤمنين يشاركون في القداس بانتظام، وفقًا لاستطلاع رأي حكومي.
تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته