الدوحة, الجمعة 23 فبراير، 2024
كانت المسيحية قبيل مجيء الإسلام قد انتشرت جنوبًا في شبه الجزيرة العربية، لا سيّما في بلدان الشاطئ الغربي، أي في قطر التي كانت تُعرف بـ«بيت قطراياي»، والبحرين وكانوا يسمّونها «داراي» وعُمان أيضًا.
فقد كانت كنيسة المشرق الرسولية، المؤسَّسة على يد الرسول توما، رائدةً في التبشير والانتشار. وهي بحقّ «الكنيسة الجامعة» كونها منفتحة على العالم والشعوب واللغات والثقافات، بحسب بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو.
ومن أبرز الأعلام القطريّين، يَذكر التاريخ جبرائيل القطري المولود في منتصف القرن السادس. «ترهَّب ودرس في مدرسة نصيبين، ثم عُيِّن أستاذًا مساعدًا فيها. انتقل لاحقًا إلى مدرسة ساليق اللاهوتية (ضواحي بغداد اليوم)، وله كتاب في تفسير الخِدَم الكنسية وكتب عن الروحانيات».
عاصر إبراهيم برليفي المولود في نهاية القرن السادس جبرائيل القطري، ودرَّس هو الآخر في مدرسة ساليق. ووضع أيضًا كتابًا في «تفسير الطقوس الكنسية» بأسلوب صوفيّ رمزيّ جميل. «نشره المستشرق كونلي مع ترجمة لاتينية». وجاء بعدهما داديشوع القطري في القرن السابع، وهو مؤلّف كتبٍ مهمة عن الحياة الديرية والروحية.
يُعدّ إسحق القطري المعروف أيضًا بـ«إسحق النينوي» مصدرًا مهمًّا للروحانية الرهبانية في الكنائس الشرقية. «يأتي في المرتبة الأولى بين الآباء المشارقة من حيث الشهرة العالمية التي تخطّت حواجز كنيسته وبلده. فكتاباته تُرجمت منذ البداية إلى اللغات القديمة، ولا تزال تترجَم اليوم إلى اللغات الحديثة ويتداولها الرهبان».
أبصر إسحق النور في قطر حيث درس الكتب المقدسة والعلوم الدينية. «يَذكر كتاب المجدل أنّ البطريرك كوركيس الأول (660-680) التقى إسحق القطري في خلال رحلته الراعوية إلى كنيسة قطر، وأعجِب بذكائه وعمق روحانيته، فاصطحبه معه إلى بلاد ما بين النهرين، إلى دير بيت عابي، بالقرب من مدينة عقرة حيث سامه أسقفًا لمدينة نينوى».
قدّم النينويّ استقالته الى الجاثليق بعد خمسة أشهر من تنصيبه، وقصد ديرًا في بلاد فارس ليتعمّق في الحياة الرهبانيّة ويتبحَّر فيها حتى صار معلمًا. ويُعدّ كتابه «الطريقة الرهبانية» من أهمّ الكتب في الحياة الرهبانيّة وأذيَعها صيتًا.
أمّا أيوب القطري فعاش في القرن العاشر و«كتب شرحًا للإنجيل، وشروحًا لبعض أسفار العهد القديم، ولكتاب المجالس لإيليا النصيبيني».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته