حلب, الأربعاء 21 فبراير، 2024
يحلّ في 21 فبراير/شباط اليوم العالمي للغة الأمّ. وإن كانت الآرامية لغة السوريين القدامى فابنتها السريانية صارت محكاهم في القرون اللاحقة. لا بل هذه الأخيرة هي اللغة الأم لعدد من الكنائس المسيحية كالمارونية والكلدانية والسريانيّتَيْن الكاثوليكية والأرثوذكسية وغيرها.
يعود عمر الآرامية إلى أكثر من 3000 سنة، وهي كانت لغة يسوع الناصري نفسه. وما زالت، وإن أصابها تغيير، متداولة على نطاق محدود جدًّا في بلدة معلولا وقريتَيْ جبعدين وبخعة جنوبي غربي سوريا.
من الآراميّة إلى السريانيّة
ابتداءً من القرن الرابع الميلادي اتّضحت اللغة السريانية المشتقة من الآرامية بصفتها لغة مستقلة. وبرز قديسون اشتهروا بالعلم والتقوى كتبوا مؤلّفاتهم بها، أشهرهم أفرام ونرساي ويعقوب السروجي.
واليوم، وإن كانت الآرامية لم تنل اهتمامًا كافيًا بها في التعليم بسوريا، إلا أنّ ذلك لا ينطبق على السريانية. فهذه الأخيرة تعززت في مدينة حلب تحديدًا عندما نزح إليها السريان الهاربون من بطش العثمانيين. وجرى لاحقًا بناء مدرستَي بني تغلب الأولى والثانية بهدف الحفاظ على لغة الأجداد وثقافتهم. ويدرس اليوم في هاتَيْن المدرستَيْن تلاميذ من جميع المذاهب والكنائس.
السريانيّة في المراحل الدراسيّة المختلفة
في حديث خاص إلى «آسي مينا»، أوضحت الملفونيتو، أي الأستاذة، ميرنا طاشجي كربوش، مديرة مدرسة بني تغلب الثانية أنّ «تعليم اللغة السريانية يبدأ في مرحلة الروضة ويشمل الأغاني والصلوات والأحرف والأرقام حتى العشرة. وفي الابتدائية يتعلّم التلميذ بجدّية أكبر القراءة والكتابة والإملاء والقصائد. فتدخل درجتها ضمن مجموعه النهائي، وذلك بعد اختباره بها شفهيًّا وكتابيًّا. أما في الإعدادية والثانوية فينصبّ التركيز على قواعد اللغة وآيات الكتاب المقدس والمزامير».
وأشارت كربوش إلى إحاطة التلاميذ باللغة طوال فترة وجودهم في المدرسة. فيصلّي كلّ صف، مثلًا، قُبيل بدء الحصة الأولى «الأبانا» بالسريانية. ويحيّي التلميذ مدرّسه بها، ويناديه بلقبه السرياني ملفونو وملفونيتو (أي أستاذ وأستاذة). كما أنّ لافتات الصفوف ومرافق المدرسة كافة مكتوبة باللغتَيْن العربية والسريانية.
مسيحيّون ومسلمون يتعلّمونها
من جهته، شرح والد طالبة في مدرسة بني تغلب الأولى عماد شعبو عبر «آسي مينا» مدى سعادته وزوجته لتمكّن ابنتهما ميرا (9 سنوات) من تعلّم السريانية وانتسابها إلى الكورال السرياني. وهو ما لم يكن متاحًا له في خلال طفولته رغم معرفة أبيه باللغة. وأشار إلى أنّ ميرا تتعلّم هذه اللغة بكلّ حبّ وسعادة وفخر مثل جميع أبناء جيلها لإدراكها أنّ السريانية لسان أسلافها.
وكشف شعبو عن تطور تعليم السريانية بحلب في السنوات الأخيرة. وزاد أنّ متعلميها ليسوا من المسيحيين حصرًا. وشرح أنّ «المسلمين مجتهدون كذلك بتعلّم اللغة، غير مهملين لها، معتبرين إيّاها اللغة القديمة لسوريا»، كما نقلت له ابنته في إحدى المرّات. وتمنّى شعبو أن يزداد عدد المدارس الداعمة لهذه اللغة العريقة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته