روما, الأربعاء 14 فبراير، 2024
أعلن البابا فرنسيس أنّ زمن الصوم الكبير يطهّرنا ويجرّدنا. وفسّر أنّ الرماد الموضوع على الرأس في بداية الأربعين يومًا يدعو المؤمنين إلى الانحناء والنظر إلى أعماق ذواتهم، فيستطيعون عندها اكتشاف حضور الله المحِبّ لهم في كلّ حين.
فقد ترأس الحبر الأعظم، البالغ من العمر 87 عامًا، مساء اليوم قداس أربعاء الرماد، لبداية الصوم الكبير بحسب الطقس اللاتيني، في بازيليك القديسة سابينا الواقعة على هضبة أفنتين بالعاصمة الإيطالية روما. وشارك في الذبيحة الإلهيّة كرادلة ورؤساء أساقفة وأساقفة ورهبان وكهنة وراهبات ومؤمنون. وأُقِيمَت رتبة تبريك الرماد ووضعه على الرؤوس.
توقّف البابا عند دعوة يسوع في إنجيل متّى (6: 4) إلى الصلاة والصوم والصدقة بالخفيّة. وطلب التنبّه من تحويل علاقتنا بالله إلى مظاهر خارجيّة، والغوص في الأعماق بدلًا من ذلك.
الصوم ينزع الأقنعة
قال الأب الأقدس إنّ الصوم ينزع عنّا الأقنعة لنعود إلى ذواتنا الحقيقيّة ونقدّمها لله. وشرح أنّ وضع الرماد على الجباه علامة تهدف إلى تذكيرنا بأساس ذواتنا وهو أنّنا تراب وحياتنا نسمة، لكنّ الله يحول دون زوالنا.
وذكّر فرنسيس الحاضرين بأنّهم محبوبون بحبّ أبديّ، وأنّ الله نفخ في ترابهم الحياة وجبلهم بيدَيْه. واقتبس الأب الأقدس من القديس أنسلموس من أوستا دعوته إلى الهروب من الاهتمامات وترقُّب الله والاستراحة فيه.
صوت الله في قلب الإنسان
طلب البابا الحفاظ على سماع صوت الله داخل قلب الإنسان، بدل العيش في السطحيّات فحسب. وشجّع على العودة إلى الله والصلاة بصمت والإصغاء إلى الربّ على مثال موسى وإيليّا ومريم العذراء ويسوع.
وفي الختام، دعا إلى عدم الخوف من التجرّد عن الدنيويّات. وأعطى القديس فرنسيس الأسيزي مثالًا على ذلك. وحضّ على التعرّف إلى ذواتنا كما نحن، أي تراب محبوب من الله بفضله نولد من جديد من رماد الخطيئة إلى الحياة مع يسوع المسيح بالروح القدس.
تجدر الإشارة إلى أنّ الرهبان الدومينيكان يخدمون بازيليك القديسة سابينا، وهي كنيسة مقرّ رئاستهم العامّة. ويُذكر أنّ مسيرة الدخول في الذبيحة الإلهيّة انطلقت من كنيسة القديس أنسلموس التابعة للرهبان البنديكتيّين والمجاورة للبازيليك على وقع تلاوة طلبة جميع القديسين؛ لكنّ الأب الأقدس لم يشارك فيها بسبب تنقّله على كرسيّ متحرّك، بل دخل مباشرة إلى مكان إقامة القداس.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته