الاثنين 23 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

الأسبوع المقدس ... إعداد ومقارنة

Abbay d'Hautecombe-Chemin neuf-France/ Provided by: Bashar Jameel Hanna/ACI MENA

الأحداث السابقة على اسبوع الآلام التى قادت الى الصلب رواها ثلاثة من اكبر المؤرخين الرومان الذين كتبوا عنها باللاتينية ولازالت كتاباتهم محفوظة حتى اليوم فى روما وهم على الترتيب :

*المؤرخ الروماني فلاڤيوس جوزيف

*والفيلسوف والمؤرخ الشهير ڤيلون

*والمؤرخ الروماني تاسيت نلخص منها الآتي :

اولا: الوقائع المعروفه والمنقولة إلينا بالسرد الذى ورد بالانجيل تتطابق مع كتب المؤرخين الرومان الذين عاصروها بما فى ذلك الحوار الذي جعل من بيلاطس البنطى شهيراً والذى انتهى بسؤاله للمسيح " ما هو الحق ؟ " رداً على قول يسوع " لهذا اتيت الى العالم و لهذا ولدت كي اشهد للحق ".

كما حلّلوا هذا المشهد من وجهة نظر المؤرخ الروماني صاحب الثقافة الرومانية الذى يرصد تصرف بيلاطس الحاكم الروماني وهو يتوجه الى الشعب ويستطلع رأيه وتكييف ذلك سياسياً على انه نوع من الاستفتاء الديمقراطي قبل اصدار الحكم وفقا للثقافة القانونية الرومانية. ولكن الشعب هو الذى قرر أن يصلب وهو ما انتهى اليه بيلاطس ايضا نزولاً عند ارادة الشعب حتى لا تحدث فتنة.

ثانيا : خمسة ايام فقط قبل الحكم بالاعدام حدثت ثورة جديدة وإضطرابات من اليهود ومن رجال الدين بالذات ضد بيلاطس شخصياً لانهم كانوا يرفضون تعليق لوحات مرسوم عليها صورة قيصر في الطرق العامة وأمام المجمع لأن في ذلك الوقت كان الإمبراطور الروماني تيبير هو قيصر روما. وكانت حجة اليهود ان عقيدتهم لا تسمح بتعليق الصور ولا التماثيل لبشرٍ فى مدينتهم و بجوار مجامعهم ، و تظاهروا وثاروا على بيلاطس الذى أمر بوضع هذه الرسومات واللوحات ولاءً لقيصر، لكنه لجأ الى قمع المتظاهرين مثل عادة الحكام الرومان وهدد بأنهم لو لم ينصرفوا و يتفرقوا من الساحات العامة سيطلق عليهم الاهالي والحرس وقواته لضربهم وقتلهم اذا استدعى الامر. لكن اليهود صمموا على خلع جميع صور الامبراطور تيبير لمخالفة الصور لعقيدتهم ولو كلفهم ذلك الموت . وماكان من بيلاطس الا أن إمتثل لهم لتجنب مذبحة واضطرابات وأزال كل الصور والرسومات مقابل فض الانتفاضة و التظاهرات فوراً.

ثالثاً : يفسر لنا هذا الموقف ماحدث بعد ذلك مباشرة بأيام عندما حَمَّل اليهود بيلاطس مسؤولية خيانة قيصر اذ قالوا له ان يسوع يدّعي نفسه ملكاً ولو لم تصلبه فأنت "لستَ محباً لقيصر" و لست وفياً للامبراطور.

وكان بيلاطس معيناً من قِبَل الامبراطور حاكماً لليهودية منذ خمس سنوات فقط وهو من طبقة النبلاء و على تواصل دائم مع الامبراطور . و من هنا كانت حيرة بيلاطس لأنه من ناحية لم يجد فيه علة كما اعلن، ومن ناحية اخرى خشيَ من ثورة اليهود ضده مرة أخرى بعد ثورتهم السابقه بسبب لوحات وصور الامبراطور. و خشيَ غضب الامبراطور عليه لو علم بالحالة الامنية و الثورة ضد روما فى اليهوديه للمرة الثانية وفى منطقه تعتبرها روما بلاد البرابرة والهمج.

لذا حكم بيلاطس عليه بالموت تحسباً لثورة اخرى وكعادة الرومان فى قضايا الفتنة الدينية والسياسية العقوبة هي الصلب فكان يسوع كبش الفداء ليس بالمعنى اللاهوتي فقط وإنما بالمعنى الانساني والسياسي ايضا.

*المصادر الاصلية للمؤرخين الثلاثة مكتوبة باللغة اللاتينية القديمة وليس باللاتينية الحديثة والترجمات بالايطالية والفرنسية موجودة ومتاحة في طبعات قديمة في المكتبات الجامعية العريقة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته