القوش, الثلاثاء 12 أبريل، 2022
من المراحل المهمة في فصح المسيح لدينا تلك الساعات التي قضاها يسوع وحيدا في الجتسمانية قبل ان يسلم الى الموت. ان يسوع هو اله متجسد، اي له انسانية كاملة ذات ارادة وحرية خاصة. مع هذا ايضا يسوع كان ابن محيطه، فهو يهودي متدين يصلي صلاة شعبه بما فيها المزامير. صلاة المزامير متنوعة ومنها ما هو صلاة طلب نجاة وخلاص من الله. من هذه الصلوات التي صلاها الابرار في العهد القديم لدينا المزمور 59 الذي يستغيث به المزمر بالله ليخلصه من اعدائه الذي يعادونه ظلما:
" نجني يا الله من اعدائي"
. ان هذه الصلاة تصبح ذو معنى جديد في العهد الذي افتتحه المسيح، فهو سوف يشعر بخطر يطلب من اجله النجدة من الله. في ذلك البستان عندما يصلي:
" يا ابت ان امكن الامر، فلتبتعد عني هذا الكاس"
( متى 26: 39). ان صلاة كهذه وفي ساعة كهذه هي مشروعة، لان الانسان في مثل هذا الموقف يشعر بانشداد الى ذاته وحياته التي يراها مهددة. يسوع هو انسان له تلك الارادة الانسانية التي تعاني امام خطر الموت. يسوع يكمل صلاته قائلا:
" ولكن لا انا كما اشاء، بل كما انت تشاء".
انا وانت، انسانية يسوع ازاء الله الثالوث. يسوع يخضع ارادته الانسانية للارادة الالهية. ان ما يقوله في هذه العبارة هو نعم لله، هذه النعم التي رفض قولها الانسان في بستان عدن يقولها يسوع في بستان الزيتون، رفض نطقها الانسان عندما كان في نعيم يقولها يسوع في ساعة اليمة. الفصح، اي العبور، هنا هو العبور ليس من مصر عبر البحر الاحمر الى ارض الميعاد، ولكن هو عبور من الانا والارادة الانسانية المنغلقة على ذاتها الى الارادة الالهية. انه عبور من المعصية الى الطاعة. مار بولس يقول:
" فكما أَنَّه بِمَعصِيَةِ إِنسانٍ واحِدٍ جُعِلَت جَماعةُ النَّاسِ خاطِئَة، فكَذلِكَ بِطاعةِ واحِدٍ تُجعَلُ جَماعةُ النَّاسِ بارَّة"
( رومانيين 5: 19). ان يسوع هو ادم الثاني الذي يمثل الانسانية كلها ويصبح مثالا وواسطة به يستطيع ان يعبر كل البشر من هذا العالم الى الاب. النعم التي قالها يسوع لها قوة خلاصية لانها مرتبطة باقنومه الالهي ، ارادة تقول لله نعم. اخضاع ارادتنا لله يعني افساح المجال لله ليعطي المعنى لحياتنا واحداثها، فقط بخضوعنا لارادته نستطيع ان نخرج من افق ذواتنا الضيق الذي هو سبب انجرافنا الى الخطيئة التي هي تعبير للانانية.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته