الخميس 12 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

ما أسس الطريقة النسكيّة التي ابتكرها مار مارون؟

ذخائر مار مارون وتمثاله/ مصدر الصورة: AM113/Shutterstock

تُحيي الكنيسة الكاثوليكيّة تذكار مار مارون في 9 فبراير/شباط من كل عام. هو شفيع الكنيسة المارونيّة الذي هجر مجد العالم، واختار عيش النسك والعبادة على قمّة جبل عالٍ.

وُلِدَ مارون نحو العام 350، وهو راهب آراميّ العرق وسرياني اللغة. نشأ في شماليّ سوريا قرب جبال طوروس أو ما كان يسمّى في تلك الحقبة بمنطقة قورش قرب أنطاكيا. وحين سمع صوت الربّ يناديه، ترك مجد هذا العالم، وعاش على قمّة جبل عالٍ، من دون سقف يحميه من غضب الطبيعة سوى خيمة صغيرة صنعها من جلد الماعز لم يكن يلجأ إليها إلّا قليلًا. وكان يرتدي ثيابًا خشنة، ويمارس الأعمال الشاقة بهدف قهر الجسد؛ فقد ابتكر طريقة نسكيّة فريدة أساسها العيش في العراء.

وحين ذاع صيته، أتى الناس إليه من أجل الصلاة ونيل بركته، وقد حصلت على يده معجزات شتّى باسم الربّ يسوع. وكان يحضّ الجميع على التسلّح بالقيم الروحيّة، والثبات في إيمانهم القويم، وهو الدرب الوحيد لبلوغ فرح الملكوت. ومن ثمّ حاول مارون الابتعاد عن الناس ناشدًا العزلة على قمّة الجبل، ولكنّ أصداء نورانيّة فضائله تعالت أكثر حتى بلغت حدود الإمبراطوريّة البيزنطيّة التي كانت تسيطر على الشرق بكامله.

بعدها اجتمع من حوله عدد كبير من الرهبان، فأسكنهم في البداية في مناسك وصوامع، وأنشأ لهم لاحقًا أديارًا. وكان يرشدهم لتسلُّق سلّم الكمال المسيحيّ، ووضع لهم أيضًا القوانين لتنظيم سلوكهم وحياتهم.

رقد القديس مارون بسلام، نحو العام 410، ثمّ انتشرت الأديار المارونية، لا سيما في شمالي سوريا، وأسرع الآلاف من أتباعه من مشارق الأرض ومغاربها إلى جبال قورش، ناشدين حياة التنسّك والعبادة على مثاله.

لِنُصَلِّ مع مار مارون، كي نسير على خُطاه في طرق العبادة والتخلّي عن مجد الأرض الباطل، فنبلغ عندئذٍ ساعة موتنا معانقين فرح الحياة الأبديّة بجواره.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته