بيروت, الأربعاء 31 يناير، 2024
هو «مؤمن وفيلسوف ودبلوماسي». هكذا وصف د. طوني نصرالله شارل مالك اللبناني الذي عُرف بدوره في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
نصرالله هو المسؤول عن أرشيف شارل مالك في جامعة سيدة اللويزة اللبنانية. وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، قدّم نظرة معمّقة عن فكر مالك وإرثه.
عمل مالك المسكونيّ
شرح نصرالله أنّ شارل مالك «كان منفتحًا على سائر المسيحيين ويرى قوّة الروح القدس وعمله في سائر الكنائس المسيحيّة، وبخاصّة الكاثوليكيّة. وقد تبحّر في فكر القديس توما الأكويني واتّبع بعض طرائقه الفلسفيّة مثل "القانون الطبيعي"».
«بالنسبة إلى مالك، الأرثوذكس والكاثوليك هما -إن جاز التعبير- وجهان لعملة واحدة، أو ربّما الأصحّ، صورتان لجسد المسيح الواحد»، على حد قول نصرالله. فقد آمن مالك و«رأى عمل الروح القدس في كلتا الكنيستين. وكان سبّاقًا في الحديث عن وحدة المسيحيين والحوار بين الكنائس. وبدأ بذلك قبل المجمع الفاتيكاني الثاني».
وأخبر نصرالله أنّ «مالك اجتمع بالبابا القدّيس يوحنا الثالث والعشرين في لقاء خاص في 5 يناير/كانون الثاني 1960، حاملًا معه تحيّات بطريرك القسطنطينيّة الأرثوذكسي أثيناغوراس». وفي اللقاءات الثلاثة التاريخيّة بين البابا القدّيس بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس كان مالك حاضرًا.
مساهمة مالك في شرعة حقوق الإنسان
فسّر نصرالله أنّ أهم مساهمات شارل مالك في شرعة حقوق الإنسان «هي المادّة 18 التي تتناول الحرّية الدينيّة وحرّية الضمير. فالحرّية الدينيّة تضمن للإنسان أن يمارس دينه حيثما يشاء. أما حرّية الضمير التي أصرّ عليها مالك ووضعها في الشرعة، فهي تضمن للإنسان حقّ تغيير دينه. وبالواقع، قبل أن يتبع المؤمن الكنيسة أو البابا أو الكتاب المقدّس، يتبع ضميره، فيقوده ضميره إلى الكنيسة والأسقف والكتاب المقدّس».
وشرح نصرالله أنّ مالك ناضل في لجنة صياغة الشرعة. فهو ركّز «على أنّ حقوق الفرد أهم من حقوق الجماعة. فوقف وحيدًا أمام مندوبي الدول بموقفه هذا ولم يؤيّده أحد. ولكنه أقنعهم وراء الكواليس وبدأوا يغيّرون رأيهم».
وتابع نصرالله: «بعدما اجتمعوا، قالت إليانور روزفلت، مندوبة الولايات المتّحدة الأميركيّة في لجنة كتابة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة: "بدا مندوب لبنان وحيدًا البارحة، ولكنّه ليس وحيدًا الآن، إنّنا معه". وكان رد مالك، بحسب المحاضر الرسميّة للاجتماع: "أؤكّد لك سيدتي، أنّني لا أهتم البتة إن كنتُ في عداد الأقليّة أوالأكثريّة. ما يهمّني هو أن أكون في حضرة الحقيقة... ذلك أنّ الحقيقة لا تعتمد على الأعداد والأرقام"».
انتقاد مالك للجامعات
علّق نصرالله على كتاب مالك «نقد مسيحي للجامعة»، فأردف: «كتب مالك أنّ الجامعات هدفها اكتشاف الحقيقة ونشرها. وللأسف لم تعد الجامعات اليوم تؤمن بوجود الحقيقة المطلقة بل بحقائق نسبيّة. فلم تعد تستطيع الاضطلاع بدورها المرجوّ بعمق».
وبيّن أنّ مالك «كان يؤمن بأنّ يسوع المسيح هو بشخصه الحقيقة (يوحنا 14: 6). ولكن للأسف، إذا جاء المسيح اليوم إلى جامعة حديثة وقدّم طلب انتساب، فلن يُقبل لأنّ الجامعات لم تعد تحتمل طريق الحقيقة. فهكذا تقهقرت الجامعات وتدهورت من اكتشاف الحقيقة ونشرها إلى رفض قبولها!».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته