روما, الجمعة 26 يناير، 2024
أعلن البابا فرنسيس أنّ على جميع الجهود المبذولة من أجل وحدة الكنيسة أن تتبع درب اهتداء مار بولس الرسول. «فتضع محوريّة أفكارنا جانبًا للبحث عن صوت الربّ وتترك لهذا الأخير القدرة على المبادرة»، على حد تعبيره.
جاء كلام الأب الأقدس في عظة ضمن صلاة الغروب لذكرى اهتداء مار بولس الرسول في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار-روما حيث ضريحه. وقد احتفل فرنسيس بالصلاة بمناسبة ختام أسبوع الصلاة الـ57 من أجل وحدة المسيحيّين. وشارك في الدعاء ممثلون عن كنائس مختلفة، منهم رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي.
وسلّط الحبر الأعظم الضوء على مطواعيّة بولس الرسول الساعي إلى تتميم مشيئة الله في حياته. وشرح: «بينما نصلّي معًا فلنعترف، وليبدأ كلّ واحد بذاته، بأنّنا نحتاج إلى الاهتداء والسماح للربّ بأن يغيّر قلوبنا».
وشرح فرنسيس، انطلاقًا من سؤال أحد علماء الشريعة ليسوع في الإنجيل عمّا يجب فعله لميراث الحياة الأبديّة، أنّ البحث عن الميراث منطق ملتوٍ مبنيّ على حبّ التملّك بدل العطاء. وأشار إلى أنّ يسوع أجاب ذلك العالِم انطلاقًا من الشريعة أيضًا، داعيًا إيّاه إلى محبّة الربّ إلهه من كلّ قلبه ونفسه وقوّته ومحبّة قريبه حُبّه لنفسه (لوقا 10: 27).
وفسّر فرنسيس أنّ سؤال معلّم الشريعة يسوع عندها: «ومَن قريبـي؟»، ليس آتيًا من عند الله. فالربّ لا يفصل بين الأشخاص الذين يدعونا لحُبّهم، بل وحده الشيطان من يزرع الانقسامات، على حد تعبيره. لذلك ضرب يسوع للعالِم مثل السامري الصالح.
وذكر الأب الأقدس ضرورة الاهتمام بالآخرين بغضّ النظر عن ماضيهم وخطاياهم. لذلك السؤل الأمثل ليس: «ومَن قريبـي؟» بل: «أأتصرّف أنا كقريبٍ للآخرين؟». وشدّد على أنّ هذا النوع من الحُبّ وحده قادر على أن يوحّد المسيحيّين، أي الحُبّ الذي يعطي الإخوة الأولويّة وليس الأنظمة الدينيّة.
ودعا إلى التساؤل: «أتصير جماعتي وكنيستي وروحانيتي "قريبة" الآخرين؟ أم أنّها تبقى متمترسة وراء مصالحها، فتدافع عن استقلاليّتها، وتنغلق في حساب ميزاتها، وتنفتح للعلاقات مع الآخرين بغية تحصيل المكتسبات فقط؟».
وفي الختام، طلب البابا من الحاضرين البحث عن الوحدة، انطلاقًا من دعوة المسيح لفعل ذلك. وزاد: «لنقُم، باسم المسيح، من تعبنا وعاداتنا، ولنتابع المسيرة. فلنتقدّم، لأنّ يسوع يطلب منّا ذلك كي "يؤمن العالم" (يوحنّا 17: 21)».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته