روما, الخميس 25 يناير، 2024
شدد البابا فرنسيس صباح اليوم على أهمّية الصلاة في حياة قضاة الروتا الرومانية، المحكمة الكنسية الفاتيكانية، معتبرًا إيّاها جوهرية. ورأى أنّ من الأفضل للقاضي الذي لا يُصلّي ولا يقدر على الصلاة، أن يبحث عن مهنة أخرى.
جاء كلام الأب الأقدس في القصر الرسولي الفاتيكاني ضمن لقاء مع قضاة محكمة الروتا الرومانية في خلال افتتاح السنة القضائية الـ95. فعبّر فرنسيس عن فرحته باستقبال القضاة وشكرهم على عملهم.
وسأل البابا الحاضرين: «أتُصَلّون من أجل الإصغاء إلى الكنيسة؟ أأنتم متواضعون في الصلاة، تطلبون نور الربّ، من أجل الإصغاء إلى كنيسته؟». كما توقّف الحبر الأعظم في كلمته عند التمييز الروحي. وتطرّق إلى أهمّيته في مراحل اتّخاذ القرارات المتعلّقة ببطلان الزواج من عدمه.
وذكّر فرنسيس بالإصلاح الذي أدخله إلى مراحل بطلان الزواج الصادر في العام 2015 عبر الإرادة الرسولية بعنوان «الربّ يسوع القاضي الرؤوف». فشرح أنّ ذلك الإصلاح السامح ببطلان الزواج عبر مسيرة قضائية قصيرة أمام الأسقف الأبرشي لا ينبغي أن يُفسّر بشكل غير صائب أو أن يُقلّل من قيمة الزواج.
وأشار الأب الأقدس إلى أنّ هدف تلك الإرادة الرسولية لم يكن تعزيز بطلان الزواج، بل تسريع المحاكمات بغية إبعاد الشكّ عن قلوب المؤمنين. واقتبس البابا من القديس توما الأكويني قوله: «الرحمة لا تُلغي العدالة، بل هي ملء العدالة». ودعا القضاة إلى الاعتماد على نور الروح القدس وقوّته عند اتخاذهم الأحكام القضائية، لأنّها تؤثّر على حياة الناس والعائلات.
وذكر الحبر الأعظم أنّ التمييز الروحي يُقام «ركوعًا»، عبر طلب عطيّة الروح القدس. وأضاف أنّ موضوعيّة التمييز القضائي تتطلّب التحرّر من الأحكام المسبقة حول بطلان الزواج، أكانت إيجابية أم سلبية. ورأى أنّ التمييز القضائي يتطلّب الحذر والعدل، اللذين يجب أن يكونا موسومَين بالمحبّة.
وأشار فرنسيس إلى أنّ التمييز حول صحّة الزواج عمليّة معقّدة، ويجب ألّا يُنسى فيها أنّ تفسير القانون الكنسي يحصل في ضوء حقيقة الزواج غير القابل للانحلال. وشدد البابا على أهمية السينودسية في عمل المحكمة الكنسية. فسلّط الضوء على أهمية العمل الجماعي واستشارة القاضي زملاءه والتحاور معهم. وطلب من القضاة العمل على تنشئة ذواتهم بشكل مستمر.
وأعلن للحاضرين: «عليكم أوكِلَت مسؤوليّة القضاء: لذلك أوصيكم بأن تكونوا مطواعين لعمل الروح القدس ومتاحين في كلّ حين لأن تكونوا عمّال عدالة». وفي الختام، سلّم عملهم إلى العذراء مريم مرآة العدل.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته