الأحد 8 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

ما معنى الخوف في الكتاب المقدّس؟

كتاب مقدّس مفتوح في خلال الذبيحة الإلهيّة لأحد كلمة الله في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان، الأسبوع الفائت./ مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

توفيق دياب، درس اللاهوت والكتاب المقدّس. انطلق برسالته التبشيريّة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عامًا. يُعدّ من مؤسِّسي جماعة رسل الكلمة التي تسير على نهج مرشدها الروحيّ العلّامة الراحل الأب بولس فغالي.

يُطِلّ اللاهوتي دياب اليوم عبر «آسي مينا» ليكشف لنا كيفيّة التعامل مع الخوف انطلاقًا من الكتاب المقدّس.

خوف إيجابيّ وآخر سلبيّ

شرح دياب: «تُستَخدَم بالعبريّة كلمات عدّة في العهد القديم، للدلالة على الخوف، أهمّها: "يِراه" و"يري". أمّا في العهد الجديد، فهناك كلمة باليونانيّة، هي "فوبوس"، من فعل "فوبيو"».

وأضاف أنّ العهد القديم يحتوي على نوعَيْن من الخوف أوّلهما إيجابي وثانيهما سلبي.

توفيق دياب. مصدر الصورة: توفيق دياب

الخوف الإيجابي: «بمعنى مخافة الله التي تجعل الإنسان يدرك حدوده ويَعْرِف الله، فرأس الحكمة مخافة الله (أمثال 1: 7). وتَتَردَّد هذه العبارة كثيرًا في العهد القديم بخاصّة حين نتحدّث عن قداسة الله: "الربّ إلهك تتّقي، وإيّاه تعبد، وبه تتعلّق، وباسمه تحلف" (تثنية الاشتراع 10: 20). فمخافة الله، ليست الخوف منه بل مهابته واحترامه ومحبّته، وجعل مسافة بين الله والإنسان، فيبقى الله هو الله، والإنسان هو الإنسان»، على حد تعبيره.

ومن ثمّ يأتي المعنى السلبيّ للخوف. ويفسّر دياب: «بالتأمّل في سفر التكوين (3: 15- 18)، نجد كيف كان يحيا الإنسان في حضور الله من دون خوف قبل السقطة. لكن بعد ارتكابه الخطيئة، خاف من الله، وبدأ يشوِّه صورته وصار في نظره الإله الديّان. فاختبأ من أمام وجهه».

تبعات الشرّ

أردف دياب: «الشرّ يؤذي مرتكبه. وحين قتل قايين أخاه ارتعب، قائلًا: "كلّ من وجدني قتلني" (تكوين 4: 14). وعلى الرغم من ذلك، تابع الله السير مع الإنسان، ووعده بالخلاص، لأنّه يهمّه الخاطئ لا الخطيئة. لكن في العهد القديم كان الخاطئ والخطيئة متساويَيْن، إنّما في العهد الجديد فصلهما الله عن بعضهما بعضًا».

لا خوف في المحبّة

فنّد دياب: «كيف تحوّل الخوف من الله إلى محبّته في العهد الجديد: "فلا خوف في المحبّة، بل المحبّة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لأنّ في الخوف عذابًا. وأمّا من خاف فلم يكن كاملًا في المحبّة" (يوحنا الأولى 4: 18)». 

وفسّر أنّ هذا ما يظهر في حدث السفينة (مرقس 4: 38- 40)، «حين كان الربّ نائمًا وعصفت ريح شديدة. فخاف التلاميذ وصرخوا للربّ: "إنّنا نهلك!" فأجابهم: "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟".

فالعاصفة الحقيقيّة، هي في قلب الإنسان الخائف من الموت، والألم... وحين تُظْلِم الدنيا أمام عينيه، يعبّر الله له عن حزنه، ليس لأنّه خائف بل لأنّه غيّب الإيمان عن حياته، بدل أن يثق بإله يحبّه بجنون».

كيف نحارب الخوف؟

أضاف دياب: «نحارب الخوف بثقتنا العميقة بالآب السماويّ. وهذه الأخيرة تُولَد عبر مسيرة إيمان، نتعلّم فيها من مريم العذراء الثقة بآب يحبّنا محبّة الابن. وندرك أنّه معنا وسط آلامنا، يقوّينا. فنتذكّر فظاعة مشهد صلب المسيح الذي ظلّ واثقًا بمحبّة أبيه الذي أقامه من بين الأموات».

وختم دياب: «انتهى الخوف من الله مع المسيح». ووجّه نداءً قائلًا: «يا آدم وحواء، أي يا كلّ إنسان، أنت الابن الضال الذي انتظر عودته الآب السماويّ بفارغ الصبر، كي يُلبسه حلّة الابن وليس المتّهم، ويُقبّله قبلة أب وأمّ في الوقت نفسه، آمين».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته