بيروت, الاثنين 22 يناير، 2024
من أجل وحدة المسيحيّين رنّمت بيروت مساء السبت الماضي على طريقتها. في عمق العاصمة اللبنانيّة اجتمع بطاركة وأساقفة وكهنة من مختلف الطوائف المسيحيّة لتكون آذانهم وقلوبهم شاهدة على صلاةٍ ردّدتها 400 حنجرة. حدثٌ مسكوني موسيقي ضخم حمل عنوان «بيروت 2024» رسم بمختلف عناصره مشهدًا زرع الأمل في نفوس من حضره.
على نيّة السلام في بيروت والشرق الأوسط صدحت الترانيم في الأرجاء. حشود من المؤمنين تقاطرت إلى المكان لتسبّح الربّ في إطار أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين. شابٌ كاثوليكيّ لبنانيّ «مارك مرهج» قاد جوقةً من 400 مرنّم ومرنّمة رفعوا أصواتهم للربّ بمختلف اللغات والتقاليد الموسيقية الكنسية.
«آسي مينا» التي واكبت الاستعدادات، حضرت الحدث في الفوروم دي بيروت وأجرت على هامشه عددًا من المقابلات الخاصّة للإضاءة على أهمّية هذا التجمّع.
المطران إسّايان
شدد المطران سيزار إسّايان، النائب الرسولي للاتين في لبنان، على أنّ الوحدة قد لا تنبع من هذه الجوقة بشكل مباشر، إلا أنّها تُعدّ مثالًا قويًّا لها. ورأى أنّ هذا الحدث يُظهر إمكانية تلاقي المسيحيين للتسبيح والعبادة المشتركة للربّ، مؤكّدًا أنّ الوحدة الحقيقية تولد عندما يكرّس الأفراد حياتهم لله ويتّحدون مع يسوع المسيح.
وأشار إلى أنّ رمزية هذا المشهد المسكوني لا تقتصر على لبنان، بل يمتدّ تأثيرها إلى الشرق الأوسط والعالم بأسره. وختم مشدّدًا على أنّ لبنان نموذج للتعايش والأخوّة المشتركة بين الطوائف المسيحية المختلفة.
المطران بقعوني
من جهته، أثنى المطران جورج بقعوني، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك، على المبادرة التي اتخذها شاب كاثوليكي قبل عام ونصف تقريبًا. وعبّر عن فرحه بالتعاون الذي أبداه أعضاء الجوقة وكثيرون من القادة الكنسيين المشاركين من مختلف الطوائف في هذه الجوقة الموحّدة. وأشار إلى أنّ هذا الحدث هو الأول من نوعه في لبنان، وأنّ مشاركة قادة الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية علامة إيجابية ودعوة إلى الأمل.
الأخت فرح الأنطونيّة
بدورها، أشارت الأخت جنان فرح، مكرَّسة في جماعة الراهبات الأنطونيات، إلى أنّ استمرار الأزمة في المنطقة يجعل وحدة الكنيسة أمرًا ضروريًّا. ورأت أنّ الجوقة المؤلّفة من طوائف مختلفة من جميع أنحاء لبنان تعبير ملموس عن هذه الوحدة وخطوة مهمّة نحو تعزيزها. ووصفت لبنان بأنّه رمز للتعدد الثقافي والتعايش الديني.
مشاركون في الحدث
قال دانيال، راهب يسوعي وأحد المشاركين في الحدث: «إنّ جلوسنا معًا والصلاة مع مختلف الطوائف يعنيان أنّ لقاءنا ممكن، وهما نقطة بداية أساسية للوحدة». ورأى أنّ ثراء لبنان الفريد يكمن في تنوّعه، وهذا التنوّع كنز يجب حمايته.
أمّا جيهان خوري، إحدى المشاركات في الحدث، فلخّصت أهمّية وحدة المسيحيين بقولها إنّها تتجسّد عندما تجتمع الكنائس والشبيبة المسيحية حول يسوع المسيح.
إذًا، عناوين كثيرة طبعت الحدث المسكوني الموسيقي في بيروت هذا العام. الوحدة والحقّ والعدالة والسلام، نِعمٌ مفقودة يَنشدها أبناء الشرق الأوسط في زمن الصخب والحرب والأزمات والانقسامات. في أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين، جمعت الموسيقى قادة الطوائف المسيحيّة في مشهديّة حالمة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته