بغديدا, الأحد 21 يناير، 2024
لا يخلو دير مار بهنام وأخته سارة من الزائرين على مدار العام، فهو قبلة المؤمنين للصلاة والتبرّك وإيفاء النذور. لكنّ أعدادًا متزايدة من المؤمنين تؤمّه اليوم متبرِّكين بـ«ذخيرة الصليب المقدَّس» التي أضفت بحضورها في هذا الدير التاريخيّ مزيدًا من البركة وفيضًا من القداسة.
ما إن شرعت بغديدا تتعافى من فاجعتها، أصبح بإمكان الخورأسقف مازن متّوكا مباشرة مهامه رئيسًا جديدًا لدير مار بهنام الشهيد؛ وراح يستطلع احتياجات الدير للترميم والتجديد كما قال في حديث خاص لـ«آسي مينا».
هذا الدير التاريخيّ الذي يقصده المسيحيوّن والمسلمون على السواء، غدا اليوم المقصد الأقرب للبغديديّين وسائر الباحثين عن واحة سلام وصومعة صلاة واستشفاءٍ روحيّ بعيدًا عن صخب الحياة ومآسيها. ويقول متّوكا :«لإضفاء مزيد من البركة على ديرنا المقدّس والأثريّ، ارتأينا أن نتبارك بذخيرة الصليب الحيّ المقدّس وسعينا إلى أن تكون حاضرة فيه».
والمعلوم أنّ ذخائر الصليب المقدّس محفوظة في روما ولدى حراسة الأراضي المقدسة «لذا طلبنا من الآباء الفرنسيسكان، بواسطة الأب نيروان البنّا الفرنسيسكاني الاستحصال على ذخيرة الصليب المقدّس، فسعى مشكورًا وتواصل مباشرةً مع الرئاسة مبيّنًا لهم أهمية الدير ومكانته التاريخيّة».
بعد اكتمال الاستعداد لاستقبال الذخيرة وإحضار مَذْخَرة لائقة من الفاتيكان «تسلّمتُ بشكل رسميّ هذه البركة الرائعة، ونعمل حاليًّا على تهيئة مذبح خاصّ لها في أحد هياكل الدير».
يستقبل الدير اليوم أفواج المؤمنين من جميع أنحاء البلاد طالبين بركة الصليب المقدّس مصلّين ومتضرعين بيقينٍ راسخ ببركة الصليب وقوّته، فهو «قوتنا، فرحنا وعلامة انتصارنا على الموت والشرور المحيطة بنا».
على صعيدٍ متّصل، افتتح المطران بنديكتوس يونان حنّو، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك، في وقت سابق جداريّتَي «مار بهنام» و«الصليب» في واجهة الدير بعد ترميمهما.
وكانت جدارية واجهة الدير المنحوتة من حجر الحلّان الموصلّي عام 1998، وهي نسخة عن المنحوتة العجائبيّة داخل كنيسة الدير والتي يزورها المؤمنون المسيحيون والمسلمون للتبرّك منذ قرون، عرضةً للتخريب في خلال فترة سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على المنطقة.
وأشار متّوكا إلى دور المطران حنّو وتشجيعه وتوجيهه وحضوره الدائم في كلّ خطوة. وشدّد على أهمّية أن يكون الراعي داعمًا لأبنائه، مؤكِّدًا أنّ «إيماننا أقوى من الهدم والموت، فنحن أبناء القيامة والحياة. ورغم محاولات التخريب على مرّ التاريخ، نعود دومًا لنعمّر ونبني متكاتفين ببركة الربّ».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته