السبت 14 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

مار شربل في الفاتيكان... وغودجيروتّي: قدّيس عنّايا سيحمي لبنان

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة/ مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

أعلن رئيس دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو غودجيروتّي صباح اليوم في حفل رَفْع فسيفساء القديس شربل مخلوف في المغاور الفاتيكانية، أنّ قدّيس عنّايا سيحمي لبنان، بشكل غير مرئي كما فعل دومًا. فلن يحميه محبّو الكلام بل الصامتون والمصلّون، على حد تعبيره.

فقد احتُفِل صباحًا بهذا الحدث في المكان الحاضن لضرائح البابوات تحت بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، والمتّصل بضريح بطرس الرسول. وترأس الصلاة رئيس كهنة البازيليك الكاردينال ماورو غامبيتي ورشّ الأيقونة بالماء المبارك.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

وفي كلمة للمناسبة، قال غودجيروتّي إنّ شربل انتقل من قطيع الربّ إلى صمت المغارة. وعلى الرغم من ذلك، أشار رئيس دائرة الكنائس الشرقية إلى أنّ قدّيس لبنان يُكَرَّم اليوم في العالم كلّه ويسطع بغنى عجائبه. ووصف الكاردينال قديس عنّايا بالجرّاح الذي خلّص سيّدة (نهاد الشامي) من مرضها تاركًا علامة الدم ينزف من عنقها كي تُذكّر بأنّ الله هو ربّ الحياة.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

أهمّية الحدث

زاد غودجيروتّي أنّ وجود شربل اليوم في «كرسي الكثلكة» هذه، بالقرب من ضريح بطرس الرسول، يعني أنّ الانتصار يأتي بالصمت وهداية القلوب تحصل بالصلاة وليس بعالم الأعمال أو السياسات أو الخيانات أو حسابات القوى العظمى. وليس حتّى في دنيويّة الكنيسة عندما تفقد هذه الأخيرة بوصلتها ويصير الرهبان فيها «رجال صالونات» بدل أن يكونوا شهود مغارة يُلتقى فيها بالربّ، على حد تعبيره.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

وأردف غودجيروتّي: «نطلب من مار شربل حماية هذه الأرض الشهيدة منذ وقت طويل». ورأى أنّ شربل يقول «عودوا إلى الصلاة وإلى الإيمان كي يُزهر لبنان من جديد». وعبّر غودجيروتّي عن سعادته الغامرة لأنّنا «كلّما مررنا من هنا (بالقرب من الفسيفساء) سنتذّكر قوّة الصمت والشفاعة». وأردف: «نحن اليوم أمام صورة رجلٍ خفيّ، لم يترك أثرًا له ولم يكن مشهورًا سوى بعينَي إلهه».

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

كلمة السفير اللبنانيّ

بدوره، شرح السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي فريد إلياس الخازن في كلمته المراحل المؤدّية إلى رفع هذه الفسيفساء. فأشار إلى أنّ الفكرة بدأت في العام 2019 وكانت إنشاء كابيلا على اسم القديس. لكن تبيّن أن لا مكان لذلك في المغاور. فجرى البحث عن بديل، وهو الفسيفساء.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

واستطرد أنّ من نفّذ العمل الفنّي هو محترف القديس بطرس، وهو المؤسسة المعنية بترميم البازيليك والحفاظ عليها. وتأثّر السفير عندما قال إنّ هذا العمل له معنى كبير له ولعائلته. «فمار شربل كان معنا منذ وقت طويل»، على حد تعبيره. وشكر الخازن أنطون صحناوي الذي تكفّل بدفع مصاريف العمل.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

قدّاس في الكابيلا الهنغاريّة

تلا الاحتفال قدّاس بالطقس الماروني في الكابيلا الهنغارية في المغاور. ترأس الذبيحة الإلهية المعتمد البطريركي الماروني في روما المطران رفيق الورشا.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

وشارك في القداس المطران الماروني في أفريقيا الغربية سيمون فضّول، والمعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك في روما المطران رامي قبلان، والمعتمد البطريركي للروم الكاثوليك في روما الأرشمندريت شحادة عبّود. كما حضر رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، ووكيل الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة لدى الكرسي الرسولي جاد قصّيفي، ووكيل الرهبانيّة المريميّة لدى الكرسي الرسولي جوزف زغيب، ووكيل الرهبانيّة الأنطونيّة لدى الكرسي الرسولي يوسف شديد، ووكيل المرسلين اللبنانيّين الموارنة لدى الكرسي الرسولي المونسينيور أنطونيوس شويفاتي، وخوري رعية مار مارون في روما جوزف صفير، إضافة إلى لفيف من الكهنة والراهبات والمؤمنين.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

وجه شربل المشبع نورًا

في عظته، قال الورشا: «كم من الحجّاج الذين سيزورون هذه البازيليك سيرون من الآن فصاعدًا وجهه المشبع نورًا آتيًا من النور الإلهي. فلنكن بشركة مع جميع الذين يصلّون لهذا القديس العظيم». ورأى أنّ قديس لبنان من خلال حياته وفضائله ومسيرته الرهبانية والكهنوتية يبقى إلى الأبد علامة لحضور الله في العالم.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

وشكر الربّ على عطيّة القديس شربل التي تبعث الرجاء للكنيسة جمعاء. واعتبر أنّ القديس أغنى بتجرّده العالم ورود نِعَمٍ، وبتواضعه أصبح مدعاة فخر لرهبنته وكنيسته ووطنه لبنان والعالم.

(Story continues below)

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن
رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

حرب غزّة

استجابةً لدعوة بطريرك الكنيسة المارونية بشارة بطرس الراعي للدعاء والابتهال من أجل السلام في جنوب لبنان وغزّة تزامنًا مع الحدث، طلب الورشا من قدّيس عنّايا التدخّل لدى الربّ لوضع حدّ للحرب. وصلّى من أجل لبنان والسلام والاستقرار فيه.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

ورأى الورشا أنّ البلد لم يعد يتحمّل نكبات. وصلّى من أجل انتخاب رئيس ينتشل البلاد من الغرق والعواصف المحدقة به من كلّ جهة. وشكر الورشا السفير الخازن على المبادرة، والكاردينال غامبيتّي، ومن خلال هذا الأخير البابا فرنسيس، والمتبرّعين.

رفع فسيفساء للقدّيس شربل في المغاور الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

قرع أجراس وقدّاس عند الضريح

تزامنًا مع الحدث، احتُفِل بالذبيحة الإلهيّة عند ضريح القديس شربل في عنّايا اللبنانية. كما قُرِعَت أجراس الكنائس في مناطق عدّة بلبنان بناءً على دعوة البطريرك الراعي إلى الدعاء والابتهال من أجل السلام في جنوب لبنان وغزّة. وأوقفت بعض المدارس الكاثوليكية الدروس لبضع دقائق كي يصلّي التلاميذ من أجل السلام.

البابا فرنسيس يبارك فسيفساء مار شربل في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

يُذكر أنّ البابا فرنسيس بارك الصورة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد المقابلة العامة الأسبوعية. وقد بدا الأب الأقدس سعيدًا ومرحّبًا بالمبادرة. ويُذكَر أيضًا أنّ الحبر الأعظم يعرف سيرة مار شربل منذ كان أسقفًا في الأرجنتين.

البابا فرنسيس يبارك فسيفساء مار شربل في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته